الحُبْ الحَقِيقِي للوَطَنْ
ليس حب الوطن شعارات براقة ، ولا اعلام ترفع ، ولا رقصات على نغمات الموسيقى ، ولا تمزيق للإطارات على الشوارع .
الحب الحقيقي للوطن هو أن تساهم في رفعته سياسيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا ، أن تحافظ على موروثه الديني والأخلاقي .
أن تساهم أيضا في أمنه وأمانه ، أن تكون معولا من معاول البناء ، أن تكون داعية بسلوكك قبل قولك إلى كل الخصال الحميدة والأخلاق الرفيعة .
أن تكون داعما وعاملا للوحدة في زمن التفرق ، ناصحا أمينا لولي أمرك ولمجتمعك ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، صابرا على ما يمر بك من ظروف ، سائلا الخير لنفسك ولكل مسلم .
نعم الحب الحقيقي لوطنك ولأرضك أن تكون خصما لدودا لدعاة الباطل، لدعاة التفرق ، لدعاة الفتنة ، أن لا تسمح لأحد كائنا من كان أن يزرع الحقد والبغضاء بين المسلمين ، أو أن يعبث بمعتقدك أو خلقك ، أو أن يحاول أن يغير هويتك الإسلامية .
وأخيرا : لا ريب أن أمن وعز الأوطان ، إنما يكون بطاعة الرحمن ، واجتناب العصيان .
قال تعالى (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ).
وقال سبحانه (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)
اللهم احفظ إيماننا وأماننا ، ووفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك ، اللهم اصرف عنا شر الأشرار وكيد الفجار ، اللهم ابرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ، ويذل فيه أهل معصيتك .