إنه وطن.. لا حقل ألغام
كفوا عن الخلافات حول علي عبدالله صالح الآن على الأقل... كفوا عن الخلافات حول فبراير ٢٠١١ الآن على الأقل... اتركوا صالح وفبراير للتاريخ... هذا ليس وقت الخوض في التجربتين... سيأتي وقت لهذا الترف، لكن ليس الآن... كفوا عن هذه الخلافات الآن على الأقل...
الحوثي يدخل عليكم من خلال هذه الخلافات... أنتم مكونات سياسية، تتفقون وتختلفون، تخطؤون وتصيبون، لكن الحوثي جماعة دينية مؤدلجة لن تتفق مع أحد، لسبب بسيط، وهو أنها لا تؤمن بما تؤمنون به، ولا تنظر لليمن كوطن، بل كممر يفضي إلى تحقيق ما يقوله خامنئي ونصر الله والحوثي، ضمن مشروع تسميه هذه الجماعة المارقة عالمياً... اليمن عندها مجرد خانة في شهادة الميلاد... مجرد تربة مزرعة تأخذ خراجها، ومنجم مقاتلين لتحقيق مشروعها... وسجن كبير بناه أئمتها لأحرار شعبنا...
ألا ترون كيف تزرع هذه الجماعة تربة بلادنا الطاهرة بالألغام... ألا ترون كيف لفّت جسد صنعاء العربية بعباءة الخميني...؟! إنها خيانة لوطن الزبيري والنعمان والقردعي وعبدالغني والإرياني أن تنشغلوا عن تحرير صنعاء بحكاية من من أدخل الحوثي صنعاء... إن الذي يذكي خلافاتكم حول صالح وفبراير والمؤتمر والإصلاح والإخوان والسلفيين والجنوبيين والشماليين، إنما يريد أن ينفرد بكم واحداً واحداً... لا تجعلوا لكم إلا شعاراً واحداً، هو شعار الجمهورية، وادخلوا فيه على ما لديكم من فروق سياسية...
جربوا أن تتفقوا ليوم واحد وسترون... لو برز المشروع اليمني ستسقط شعارات إيران والإمامة، وستلهمكم أرواح أجدادكم الذين بنوا السدود ونحتوا الجبال وبنوا صنعاء وشبام حضرموت... أجدادكم الذين بنوا القلاع على حدود فرنسا، وفي أواسط آسيا... سترون معجزة هذا الشعب، وستخرج لكم أرضكم ما يدهش العقول، ويثلج القلوب بإذن الله...