شيطنة تعز باسم الأمن

الرؤية الموحدة للسلطة التي تدير أي بلد أو مدينة أو حتى قرية هي ما يحفظ الأمن أكثر مما يفعل ذلك العسكر والأجهزة الأمنية.
 
الرؤية الموحدة والفكرة الناظمة لها المبلورة في خطاب سياسي وإعلامي واضح وموحد يصل الى الجمهور عبر كل القنوات والمؤسسات ونقاط التماس مع السكان، ومنابر الثقافة والتعليم والاعلام والجوامع والمؤسسات والجدران واللافتات والإذاعات، هذا ما يشكل عماد حفظ الأمن في أي مدينة تعز أو غيرها، وأما العسكري الواقف في النقطة وقسم الشرطة فهو النقطة الأدنى في هذا السلم، وإذا افتقده كان كقطعة فلين تائهة تتحرك عشوائيا وبلا اتجاه، وقابلة لأي إهمال ولأي استخدام سيء يوظفها في اتجاه غير ذلك الذي تقتضيه مهمتها.
 
في تعز تجد احزابا وناشطين وساسة ومفسبكين وحمقى ومبقبقين، اغلبهم غير حريص على وحدة الرؤية، وأغلبهم يحثون الخطى على مدار الساعة باتجاه أكبر قدر ممكن من التنافر والشتات، ويأتون في نقطة الوصول ليبحثوا عن اسباب غياب الأمن في ادوات أمنية مشتتة وفاقدة للدافع الذاتي وفاقدة لوحدة قرار ووحدة الرؤية وفاقدة لمناخ عام مساند وحاضن يمنح فكرة الأمن لاصقها الضروري ولُحمتها وسُداتها.
 
يبحثون عن نتائج يحصدوها معاكسة للشتات الذي زرعوه وغدوه وتزعموه. شيطنة تعز باسم الأمن المفقود عبر الحملات هو تكملة للتمهيد الذي أنجز التذرير والتشتيت والتنافر والانقسام على كل المستويات.
 
شيطنة تعز عبر الحملات المحمومة وباسم الأمن المفقود ليس الطريقة المثلى لتقويم اعوجاج لا يقتصر على الادوات بل يمتد للرؤى والفاعلين وصناع القرار ومنتجي الفكرة والرؤية المتقاسمين لسلطة واحدة تبدو وكأنها مظلة تلتقي تحتها اندفاعات التنافر والصراع أكثر من قناعات التوافق والبحث عن التعاضد وموجبات التوحد والاجماع على مسار واحد يستظل الجميع تحت رايته.
 
ابحثوا عما يوحدكم وعيدوا اكتشاف ما يجمعكم، وستجدون ان الأمن نتيجة وتحصيل حاصل.
 
اما التنافر والحملات والعراكات الفارغة والحمقاء فهذا حصادها الوحيد، والمؤسف وما يضاعف الألآم ان حصاد الحماقات الدامي ينجو منه المتنطعون والحمقى ويدفع ثمنه السكان أطفالا وأسر وعمالا وتجار ونساء ورجالاً من دمهم وأمنهم وحياتهم ومعيشهم وأمن مدينتهم المهدور على مذبح تجار السياسة والشعارات والعداءات المزمنة والارتباطات بالمحاور والأجندات الممتدة خارج تعز وخارج اليمن.