مقالات

انطباع عن المبعوث الأممي لليمن

ما انطباعات أهل اليمن عن كل مبعوث أممي خلال أزمة الميليشيا الحوثية الإيرانية وتقويض الشرعية؟ ولماذا نجحت الوساطات الأممية السابقة في اليمن؟ في اعتقادي أن الانطباع عند أهل اليمن، وعند منظومة دعم الشرعية في التحالف العربي هي فقدان الرجاء في كل مندوب أممي، يبدأ مشواره بالانحياز التام للحوثي وكأن مهمته هي إطالة أمد هذه الحرب أو إضفاء شرعية على هذه الميليشيا الانقلابية الإيرانية.

فمنذ بدء مهمة جمال بن عمر (2011 - 2015) وتبعه الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ (2015 - 2018) لم يتحقق على يديهما ما يستحق التذكر سوى اللعب وفق قواعد الحوثي، وهكذا غادرا المشهد بخفي حنين للمنطقة، وربما تعزيز أجندة من اختارهما.

وها نحن اليوم نعيش نفس التفاصيل وربما بمزيد من التشاؤم على يد هذا الإنجليزي "مارتن غريفيث" منذ فبراير الماضي ولا بوادر حل، وإنما إطالة أمد الحرب، وبالرغم من كل هذا الانطباع السلبي على الثلاثة إلا أن أهل المنطقة لديهم حلم بعودة الهدوء لليمن وتقويض حلم الحوثي بخلق ميليشيا حزب الله في جنوب المملكة، وهذا حلم لن يتحقق بإذن الله. ولعل محادثات السويد مطلع الشهر المقبل تكون بداية الحل ونزع فتيل الأزمة. أما أن تتدخل الأمم المتحدة مع كل بادرة هزيمة للحوثي يدعو إلى مزيد من الانطباع السيّئ ويستحضر صوراً من الماضي، فقد نجحت الأمم المتحدة في حل أزمة اليمن في الستينات من القرن الماضي على يد الأميركي الحائز على جائزة نوبل للسلام السيد رالف بانش (في يناير 1963). وبعدها بعد حرب الوحدة والانفصال بين الشمال والجنوب نجحت الأمم المتحدة على يد الأخضر الإبراهيمي السياسي الجزائري المحنك.

وعند مقارنة الثلاثة نجد أن الانطباع الذي يظهر في الإعلام أن مسألة حل الأزمة اليمنية صعب، وهي العبارة التي بدأ بها الإنجليزي غريفيث في توصيف لصعوبة الأزمة اليمينة، فإن توصل إلى حل فهو النجاح الصعب، وإن فشل فهو قد قدم للجميع بذرة الفشل لصعوبة المهمة.

ما يهمني هنا هي الصورة النمطية التي ترغب الأمم المتحدة حالياً في تقديمها للمنطقة من خلال كل مبعوث يأتي بالتشاؤم والفشل قبل أن يبدأ مهامه وبالانحياز للميليشيات الانقلابية التي دمرت اليمن، ويعزز الصورة السلبية عن تحالف دعم الشرعية.

في نهاية المطاف هذه الصورة السلبية التي يحاول كل مبعوث تعزيزها يجب ألا تعنينا، وإنما الذي يهمنا هو حال الأشقاء في اليمن واستقرارهم بعيداً عن أيديولوجيا التطرف الإيراني، فما تم في العراق ولبنان لن يتحقق في اليمن، لأن المسألة هنا هي رفض الشعب اليمني لهذه الميليشيا التي أعادت البلاد إلى سنوات الجهل والتخلف والصراخ الأيديولوجي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.





مقالات ذات صلة