3 إجراءات للتحالف باليمن أكسبته الدعم الأميركي

مانشيت - واشنطن ـ بيير غانم :

يشدّد المسؤولون الأميركيون على أهمية "مصادقة" وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، على أن "حكومتي السعودية والإمارات تتخذان خطوات بيّنة لخفض المخاطر على المدنيين، والبنى التحتية المدنية خلال العمليات العسكرية" في اليمن.

 

وقد شرح مسؤول أميركي تحدّث إلى "العربية.نت" أن "المصادقة جاءت بناء على أن التحالف يقوم بجهد على ثلاثة أصعدة، الأول دبلوماسي والثاني إنساني والثالث تحاشي وقوع الضحايا".

 

وتابع الأميركيون خلال الأشهر الماضية مواقف التحالف من اليمن وفي اليمن، وسجّلوا بإيجابية أن التحالف أيّد ذهاب الأطراف إلى طاولة المفاوضات في جنيف، كما أن السعودية والإمارات تتحمّلان أعباء كبيرة من المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى اليمن، كما وضعت المملكة العربية السعودية وديعة ملياري دولار في المصرف المركزي اليمني لمساعدة الاقتصاد المنهار.

 

بالإضافة إلى كل ذلك، اعتبرت دوائر وزارة الخارجية الأميركية أن إعلان السعودية أن الغارة على صعدة منذ أسابيع ربما حصل فيها خطأ، وستحقق فيما حصل وتعيد النظر في قواعد الاشتباك، يعكس شفافية في الموقف السعودي ويطمئن الأميركيين أن السعودية ودول التحالف تقوم بالجهد المطلوب لتحاشي وقوع الضحايا.

 

التحالف لا يقصد إيقاع الضحايا

تعرّض الوزير بومبيو لانتقادات بعد إصداره المصادقة، لكن مسؤولاً أميركياً تحدّث إلى "العربية.نت" قال "إن الولايات المتحدة متأكدة من أن دول التحالف لم تقصد يوماً إيقاع الضحايا أو تستهدف المدنيين وهذه الدول منفتحة على تلقّي المساعدة من الولايات المتحدة لتفادي وقوع الضحايا"، وهذا ما أشار إليه بيان وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، دعماً لمصادقة وزير الخارجية.

 

في هذا الوقت يجد الأميركيون أنهم إلى جانب التحالف في اليمن، ويشجعون دوله للمضي في خطواتهم على الصعد الثلاثة، أي الدبلوماسية، والإنسانية وتحاشي وقوع الضحايا، ويضيف مسؤول أميركي "أن الإدارة الأميركية تريد رؤية حكومة وحدة وطنية تشمل كل الأطراف اليمنيين وكل الأطياف المذهبية وهذا يتطلّب تنازلات من جميع الأطراف".

 

يعتبر الأميركيون الآن أن تشكيل حكومة يمنية تمثّل جميع الأطراف عامل استقرار سياسي في اليمن ووسيلة لمنع التدخلات الأجنبية في شؤون اليمن على المدى البعيد، خصوصاً الإيرانية. ولا ترى إدارة الرئيس الحالي، دونالد ترمب، أنها تبتعد كثيراً عن مواقف الإدارة الأميركية السابقة التي تعامَت عن علاقة الحوثيين بإيران لوقت طويل ويبرّر مسؤول أميركي هذا التطابق "بأن الأوضاع الحالية تستدعي إجراءات عاجلة ووقف القتال ومنع المجاعة".

 

الحوثيون يساهمون في كارثة

يؤكد المسؤولون الأميركيون أن المساعدات الإنسانية والدولية تصل إلى ميناء الحديدة وأن قسماً آخر من المساعدات يتمّ توجيهه إلى ميناء عدن على أن يتجه إلى مناطق سيطرة الحوثيين، وقد شهدت الفترة الأخيرة تراجعاً كبيراً في وصول المساعدات إلى ميناء الحديدة بسبب تراجع ثقة شركات الشحن البحري بالميناء كما يؤكّد المسؤولون الأميركيون، ويشيرون إلى أن الحوثيين ليسوا أبرياء على الإطلاق من منع المساعدات عن المحتاجين في مناطق سيطرتهم، وهم يساهمون في وقوع كارثة بعدما كانت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في اليمن سيئة أصلاً.

 

ما يشغل بال الأميركيين أيضاً هو أن الحوثيين لا يتعاونون ولا يشاركون في المفاوضات كما حدث في الجولة الأخيرة، وهذا يعكس أمرين، الأول هو أن الحوثيين ليسوا موحّدين سياسياً وتنظيمياً، لكنهم ثانياً، يهدّدون بمعركة طويلة الأمد وإطالة عمر الحرب وعدم التوصّل إلى اتفاق سياسي واستقرار في اليمن.

 

وهنا يرى المسؤولون الأميركيون أن إدارة ترمب والتحالف على توافق بضرورة حصر المعركة واستثمار العمليات العسكرية والنجاحات الميدانية للضغط أكثر على الحوثيين، وإجبارهم على الجلوس إلى الطاولة بما في ذلك قطع الطريق بين الحديدة وصنعاء وقطع الإمدادات عن الحوثيين في الداخل.

 

دعم التحالف دعمٌ للاستقرار

يكرّر مسؤول أميركي تحدّث إلى "العربية.نت" أن مصادقة الوزير بومبيو تأتي من ضمن دعم الحلفاء وهو أمر مهمّ جداً لاستقرار الشرق الأوسط". وأضاف المسؤول الأميركي "أن الحوثيين يطلقون الصواريخ على الرياض حيث يعيش مئات آلاف الأميركيين والإدارة الأميركية تدعم السعودية في حقها للدفاع عن حدودها".