صحف عربية: إيران تعمق عزلتها بالتخريب في محيطها العربي

مانشيت ـ وكالات :

جلب النظام الإيراني على نفسه وشعبه العزلة خصوصاً بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة، وذلك بسبب سياساته التخريبية في المنطقة وتدخلاته غير المشروعة في دول عربية، وعلى ما يبدو أن شهر العسل بين إيران والعراق قد انتهى إلى دون رجعة، حيث تجسد محادثات الرئيس العراقي مع القادة السعوديين رغبة الأخير في الانفتاح عربياً بوجه نفوذ إيران.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الاثنين، قال مراقبون إن الميليشيات الإيرانية في سوريا تعمل على إحباط اتفاق سوتشي في إدلب بالرغم من الدعم القوي للاتفاق، بينما رأى مهتمون ومحللون سياسيون في الشأن الداخلي الإيران، أنه "لا ينبغي أن يصمت المجتمع الدولي على جرائم نظام طهران البشعة ووحشية القمع لإخماد صوت المعارضة الداخلية".

صالح في الرياض

في أول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية، وبعد توليه منصبه رئيساً للعراق، تجسد محادثات الرئيس العراقي برهم صالح مع القادة السعوديين وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض، حالة الدفء في العلاقات بين البلدين ورغبتهما بتعميق التعاون في شتى المجالات، في ظل استمرار بغداد بسياسة الانفتاح على محيطها العربي بعيداً عن تأثيرات الهيمنة الإيرانية وسياسة المحاور الإقليمية التي حذّرت منها أطراف سياسية عراقية، وخصوصاً مع الترويج لعرض قطري بتشكيل "تحالف خماسي" يضم إيران ونظام بشار الأسد.

وبحسب صحيفة المستقبل اللبنانية، أوضح مصدر سياسي عراقي، أن "زيارة برهم صالح إلى الرياض عقب زيارته إلى إيران، تعكس رغبة عراقية بديمومة سياسة الانفتاح عربياً والعمل على تحقيق التوازن الإقليمي عبر البوابة السعودية لمعادلة النفوذ الإيراني".

وأضاف " تهدف الزيارة أيضاً إلى السعي للارتقاء بالعلاقة بين البلدين خصوصاً في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة مع فرض العقوبات الأمريكية على إيران، وضرورة التزام العراق بها وحاجة بغداد إلى مصادر بديلة لاحتياجاتها في شتى المجالات".

وأشار المصدر إلى أن "بغداد تبحث عن دعم سعودي وخليجي لها في مجالي الطاقة والغاز، وإعادة إعمار المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش، وفسح المجال أمام الشركات السعودية للاستثمار في العراق".

ومنذ سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في 2003، تتعامل دول الخليج بحذر مع بغداد، بسبب تقاربها مع إيران، إلاّ أنها بدأت تشهد تحسناً نسبياً خلال السنوات الأخيرة باتجاه إعادة العراق إلى حضنه العربي والخليجي ومساعدته على كبح النفوذ الإيراني.

إيران تعطل الحكومة اللبنانية

ومن جهة أخرى، حمل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إيران مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، واعتبر جعجع أن ما تشهده لبنان اليوم من تعطيل لتأليف الحكومة يأتي في سياق أن طهران قررت استجماع ما يمكنها من أوراق على مستوى الشرق الأوسط من أجل مواجهة الضغط الكبير الممارس عليهم، وذلك بعد فرض العقوبات الأمريكية الأخيرة.

ويعتبر جعجع أن طهران اليوم في وضع دفاعي على مستوى المنطقة للمرة الأولى منذ 40 عاماً، حيث إن المواجهة جدية وتأخذ حدودها القصوى والجميع يرى كيف تتدرج من مرحلة إلى أخرى.

ويرى رئيس حزب القوات اللبنانية أنه "من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأمور في مسألة تأليف الحكومة باعتبار أنها لم تعد مرتبطة بحسابات أو عوامل داخلية يمكن تقدير منحاها، وإنما ترتبط بتقدير إيران للأمور التي إن رأت أنها مستفيدة من التعطيل فمن الممكن أن يستمر لعدة أشهر إلا أنها إذا رأت أنه يؤثر سلباً عليها أو أنها لن تتمكن من استثماره في السياسة، فعندها ستفرج عنه لتتألف الحكومة".

تحركات مليشيات إيران في إدلب

بحسب صحيفة الوطن السعودية، قال مراقبون سياسيون إنه " أنه على الرغم من الدعم القوي لاتفاق سوتشي في إدلب، لكن هناك قوى تعمل على إحباطه مستفيدة من عدم وجود آليات للمراقبة والمحاسبة بالنسبة لمن يخرق الاتفاق، مشيرين إلى أن هذه القوى هي مليشات إيران في سوريا بالإضافة إلى نظام بشار الأسد ومليشيات حزب الله اللبناني.

ويرى المراقبون أيضاً أن أي اتفاق لوقف القتال هو خطوة أولى في إنهاء وجود نظام الأسد، لأن الاستقرار يعني البدء بالحل السياسي وهو حل مهم، لكن لن يبقى على النظام، كما أن نجاح الاتفاق يعنى أيضاً إخراج إيران من المعادلة السورية والبدء بتنفيذ المطالب الأمريكية بضرورة إنهاء الوجود الإيراني من الأراضي السورية.

عرب الأحواز

وفي الشأن الداخلي الإيراني، يرى الكاتب بدر عبدالملك في مقال له بعنوان "عرب الأحواز يذبحون كالخراف" في صحيفة "الأيام البحرينية ، أنه "لا ينبغي أن يصمت المجتمع الدولي على جرائم النظام البشعة، فروح الانتقام التي تهيمن على نظام الملالي أزاء الشعوب الايرانية كافة، تؤكد استعداده المواصلة على نهج الموت والتصفيات والقتل والاغتيالات، لكل من يعارض النظام ويطالب برحيله ومحاكمته".

وأضاف الكاتب "تبرهن تلك الإعدامات مدى الهستيريا التي تحيط بقادة النظام ومدى ارتباكه في كيفية التعاطي والتعامل مع مطالب الشعوب الايرانية، حيث تضيق الازمات الاقتصادية والاجتماعية بالمجتمع الايراني، مما تشكل في نهاية المطاف حبلا يخنق عنق نظام الملالي".

ووتابع لكي يخرج نظام الملالي من عنق الزجاجة، فهو لن يجد له منفذاً حقيقياً لمعالجة الحصار المستفحل إلا بارتكاب المزيد من وحشية القمع لإخماد صوت المعارضة الداخلية، من خلال الاحكام القسرية، معتقداً أن ذلك الترهيب والرعب وحمامات الدماء ستخمد في الشعب الاحوازي والشعوب الايرانية روح المقاومة والمواجهة في شتى الجبهات والتكتلات الشعبية".

وأكد الكاتب في مقاله أن "مثل هذا النظام السوداوي الذي يعيش خارج التاريخ لوحشيته وفتكه، التي تذكرنا بوحشية عصور الظلام، لا يحق له أن يكون عضوا في المجتمع الدولي، ولا يحق ان يعيش بيننا كمجتمع انساني يحترم المواثيق والمبادئ لشعوبه وجيرانه وكافة الدول التي عانت من أعماله الارهابية وسلوكياته المشينة".