عبدالله العليمي رجل المواقف الثقيلة وظهر الدولة حين تميل

مانشيت - خاص:

في ساحة سياسية مضطربة، تتداخل فيها التحديات الوطنية مع الضغوط الإقليمية والدولية، يبرز الدكتور عبدالله العليمي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كأحد القلائل الذين يجمعون بين القدرة على بناء التوافقات الصعبة، والصلابة في الدفاع عن الثوابت الوطنية. شخصية سياسية هادئة، لكنها فعالة، تمارس نفوذها بعقلانية ومسؤولية، وتسهم في ترسيخ حضور الدولة في زمن التشظي والانقسام.

صانع التوافقات في مشهد الانقسام

من أبرز سمات الدكتور عبدالله العليمي السياسية، قدرته الواضحة على التقريب بين الفرقاء السياسيين، وتذليل الخلافات داخل مؤسسات الشرعية وخارجها. وفي لحظات كثيرة بدا أن العليمي هو "حلقة الوصل" التي تُعيد التوازن للمشهد، سواء من خلال علاقاته الجيدة مع مختلف المكونات السياسية، أو عبر خطابه الذي يحرص على تجنب التصعيد وبناء أرضية مشتركة، دون التفريط بالثوابت.

أما حين تتعثر الاتصالات بين الأطراف، غالباً ما يكون عبدالله العليمي هو القناة الآمنة التي تُعيد فتح المسار، بما يمتلكه من قبول وثقة متبادلة بين جميع القوى."


الممانعة الواعية... حين يكون الصمت رفضاً

لا تقتصر مكانة الدكتور عبدالله  العليمي على قدرته على التوافق، بل تبرز أيضاً من خلال مواقفه الراسخة التي تعبّر عن ممانعة وطنية واعية في مواجهة أي قرارات أو توجهات – داخلية كانت أم خارجية – تمس بسيادة اليمن أو تضر بمصالح شعبه. ورغم ما يُعرف عنه من هدوء ودبلوماسية، فإن له تاريخاً حافلاً في الوقوف ضد الضغوط، سواء تلك المتعلقة بتغييب المؤسسات، أو المساس بالمرجعيات، أو فرض تفاهمات لا تصب في مصلحة اليمنيين.

وفي هذا السياق،  يوازن الدكتور عبدالله العليمي بذكاء بين ضرورات العلاقة مع الخارج، وواجب الحماية الكاملة لمصلحة بلده. هو يعرف متى يصمت ومتى يرفض."

نفوذ هادئ... لكنه حاضر بقوة

بعيداً عن الأضواء، يتمتع الدكتور عبدالله العليمي بنفوذ ملموس داخل المؤسسات السياسية والرئاسية، سواء من خلال خبرته الطويلة في إدارة الدولة، أو علاقاته المتوازنة مع مختلف الفاعلين المحليين والدوليين. وهذا النفوذ لا يُستخدم في صناعة التحالفات المؤقتة أو الترويج للشخصية، بل يُوظف في خدمة مشروع الدولة اليمنية، والدفاع عن مؤسساتها، وضمان حضور صوت العقل داخل دوائر القرار.

أما ما يميز الدكتور عبدالله العليمي فإنه لا يستعرض قوته، لكنه يستخدمها وقت الحاجة. فهو لاعب سياسي من الطراز الهادئ والمُقنع.
في ظل واقع سياسي معقد تتنازع فيه الإرادات، تبرز أهمية وجود قيادات بحجم الدكتور عبدالله العليمي؛ قيادات قادرة على الجمع بين التوافق والممانعة، بين الانفتاح والصلابة، وبين الاستيعاب الوطني والالتزام بالمبادئ. هو رجل الدولة الذي لا يكتفي بإدارة المشهد، بل يصوغه برؤية تضع اليمن فوق كل اعتبار، وتحفظ للشعب حقه في سيادة كاملة ودولة عادلة.