أزمة اليمن والتعامي عن الحقيقة
ترتفع أصوات كثيرة في الدول الغربية، سياسية وإعلامية وحقوقية، كي تلقي باللائمة على تحالف إعادة الشرعية في اليمن كمتسبب في تردي الأوضاع الإنسانية وبلوغها مستوى كارثيا، وبذلك هي تتهم المملكة تحديدا كقائدة للتحالف بأنها السبب في نكبة الشعب اليمني باستمرار العمليات العسكرية وكأنها لا تريد حلا سياسيا للأزمة اليمنية، أو كأن خيار الحل العسكري هو الوحيد لديها أو أنها رفضت المبادرات السياسية السابقة التي قدمتها الأمم المتحدة أو غيرها من الدول. ً حدث ذلك سابقا ويحدث الآن بعد الإعلان عن محادثات مرتقبة في السويد نهاية الشهر القادم.
إن هذا الطرح هو افتئات على الحقيقة والتفاف عليها وقفز على الواقع وابتسار خاطئ للصورة الكاملة وتجاهل للأسباب الرئيسة التي أوصلت اليمن إلى الحالة الراهنة المتردية.
لقد رحبت المملكة بكل المبادرات السابقة للحل السياسي ودعمتها ورعتها بصدق وقوة، لكن الطرف الحوثي وكما يعرف رعاة المبادرات والعالم أجمع هو الذي يتعمد إفشالها ويستغل أي هدنة لإعادة تموضعه وترتيب أوراقه كي يبدأ عبثه من جديد. على هؤلاء أن يحسبوا عدد المرات التي عرقل فيها الحوثيون أي أمل ممكن للحوار من أجل إنقاذ اليمن بالتفافهم وتقديمهم لشروط من شأنها إفشال أي محاولة لحل سياسي.
ولأن المليشيا الحوثية لا تريد السلم في اليمن ولا يهمها مصيره فإنها تكرر الآن ما فعلته سابقا كي يفشل لقاء السويد قبل أن يبدأ نتيجة التعنت الجاهل والاشتراطات اللامنطقية التي قدمتها للمبعوث الأممي الذي يتواجد في اليمن الآن لتمهيد الطريق للحوار السياسي، رغم التغاضي والتسهيلات الكبيرة التي قدمتها المنظمة الأممية للحوثيين بطرق وأساليب مباشرة وغير مباشرة.
لا أحد يريد الحرب، والتحالف يتمنى إنهاءها في أسرع وقت، لكنه يصطدم بمراوغات الحوثيين وكذبهم وعدم التزامهم واستمرارهم في عدوانهم على اليمن والجوار دون ضغط حقيقي من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ولذلك فهم ومن يدعمهم ويمولهم ويخطط لهم ويتساهل معهم السبب الحقيقي في المعاناة الإنسانية المؤلمة التي تجثم على الشعب اليمني المنكوب بالوباء الحوثي وأعوانه.