لا أحد أغلى من البلد !
فقدت حادثة مقتل جمال خاشقجي (رحمه الله) زخمها الإعلامي وكذلك السياسي، فلم تكن لتستمر في صدارة عناوين الأخبار الغربية أكثر من ذلك، فالمتلقي في أمريكا ملول بطبعه، والمتلقي في أوروبا تشغله قضاياه المحلية أكثر من أي شيء آخر، وحدهم المنشغلون باستهداف السعودية اليوم يتابعون القضية إعلاميا وسياسيا!
فلا جديد يمكن أن يضاف إلى القضية بعد شفافية بيانات النيابة العامة السعودية سوى العثور على جثمان الفقيد، أما إحالة المتهمين إلى القضاء مع طلب النيابة إيقاع عقوبة القتل لمن اتهمتهم بارتكاب جريمة القتل البشعة فقد أسقط في يد كل من راهنوا على تسييس وتدويل هذه القضية وتحويلها إلى حبل يلف حول رقبة السعودية الدولة والكيان، وحدها بعض دوائر القرار في تركيا تحاول أن تنعش القضية سياسيا بقبلات حياة يائسة تمثلت في تسريبات متلاحقة استنفدت إثارتها، وحولها يقف المسعفون الإعلاميون مثل قناة الجزيرة والواشنطن بوست والنيويورك تايمز التي عرفت بعدائها الدائم للسعودية!
في الحقيقة هم لا يريدون محاكمة وإدانة القتلة، وإنما إدانة السعودية الدولة والمشروع الطموح حتى دون محاكمة، فقد أصدروا أحكامهم منذ اللحظة الأولى ولم يبحثوا عن العدالة والاقتصاص لدم الضحية بقدر ما أرادوا المتاجرة بدمه واستغلال موته!
بالنسبة لنا في السعودية، ما يهمنا الآن بعد وضع القضية في عهدة القضاء هو ضمان نجاح خطوات الإصلاح حتى لا يجد أحد القدرة ولا يمتلك السلطة على الانفراد باتخاذ قرارات تضر بالبلاد وسمعتها، فلا أحد أكبر من البلد ولا أحد أغلى من مواطنيها!
