في الطريق من الضالع إلى صنعاء

فتح طريق  الضالع - دمت - صنعاء، حدث وطني بامتياز ، ورسائل تتجاوز الجغرافيا والسياسة..
وإذا ما تم إعادة فتح الطريق الحيوي رسميا، صباح غدٍ الخميس، كما يتردد؛ بالتزامن مع الذكرى الوطنية لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وبعد سنوات من الإغلاق والمعاناة، فسيمثل منعطفا وطنيا بالغ الدلالة، وخطوة سياسية جريئة.
سيكون إختيار هذا التوقيت ليس محض المصادفة، وإنما يحمل في طياته رسائل رمزية عميقة، منها :
أن هذا الحدث ليس مجرد طريق يفتح، بل باب يشرع أمام الأمل، والانفراج، واستعادة اللحمة الوطنية. 
فتح الطريق رسالة بأبعاد متعددة :
انتصار للبعد الإنساني؛ إذ يُخفف المعاناة عن آلاف المواطنين، ممن أرهقهم الانقسام الجغرافي، وأثقل كاهلهم الحصار غير المعلن. 
إنها خطوة تعبر عن ضمير الدولة حين يكون حاضراً، ويتقدم على منطق الانتقام والمزايدات.
صفعة سياسية موجعة لجماعة الحوثي الإرهابية، التي طالما رفعت شعارات الوحدة زورا، بينما مارست التمزيق على الأرض، وفرضت جدران العزلة بين أبناء الشعب الواحد.
فتح الطريق اليوم هو كشف فاضح لخطابهم المزدوج، وفضح لادعاءاتهم الزائفة.
رسالة وطنية إلى كل اليمنيين : أن الانفصال ليس خريطة ترسم، بل سلوك وممارسة. وأن الوطن لا يختزل بشعار، بل يجسّد في مواقف حقيقية، وفي لحظات تتطلب الشجاعة والرؤية.
ما قام به الجنوب وقياداته الوطنية هو إعادة تأكيد على تمسكهم بالمشروع الوطني، ورفضهم لمشروع الكهنوت الطائفي بإعتباره الفقاسة الأم للتمزق والتقسيم. 
وأن الجنوب اليوم، يقف في الصفوف الأمامية لاستعادة الدولة، ويبرهن انه شريك في الوطن، لا تابع ولا منقسم.
إن ربط هذه الخطوة بذكرى الوحدة هو ترسيخ لهذه القيمة كأمل دائم، ومشروع ينتظر إعادة البناء على أسس العدالة والشراكة والكرامة، وأن الوحدة ما تزال في وجدان الشعب، رغم كل محاولات التشويه والتمزيق.
إن فتح الطريق ليس مجرد حدث محلي عابر، بل مشهد وطني عظيم يعيد رسم الملامح الأولى ليمن جديد، يتجاوز الجراح، ويؤمن بأن الدولة للجميع، وأن جراح الحرب لا تداويها إلا مبادرات الشجاعة، وإرادة الصدق.
في الضالع سيكتب فصل جديد، من فصول الصمود الوطني، وفي مريس، يُفتح الطريق… لكن تُفتح معه أبواب كثيرة نحو الغد.
هل نصحو صباح الغد على أنباء سارّة ومفرحة، نشهد فيها مشهدًا استثنائيًا طال انتظاره؟ مشهد يجتمع فيه أبناء المحافظة لمتابعة اللواء الركن علي مقبل صالح محافظ المحافظة، والعميد أحمد قايد القبة مدير شرطة الضالع، والعميد الركن عادل صالح الشيبة قائد جبهة مريس، وهم يفتتحون رسميًا الخط الحيوي أمام حركة النقل.
ذلك ما نرجوه، وبإذن الله يتحقق.