المهم كلا ينتبه لجزيرته
يوليو 1974م بدأت القوات التركية غزو شمال قبرص من أجل مساعدة القبارصة الاتراك بعد الانقلاب الذي قامت به حركة ايوكا القومية اليونانية القبرصية والتي تسعى للوحدة مع اليونان ، قبرص والتي يسكنها عرقيتان يونانية وتركية تعيش جنبا الى جنب في سلام لكن الصراع التركي اليوناني انتقل الى تلك الجزيرة ليجد الشعب القبرصي نفسه في خضم صراع قسم جزيرتهم الى قسمين تركي- يوناني ، بالرغم الدعم الاوربي لقبرص الا ان الموقف القوي لتركيا وتدخلها بسرعة واللعب على التوازنات الدولية صنع أمر واقع لم يستطع أحد تجاوزه لتصل الجزيرة الى عملية سلام ووقف إطلاق النار ومن ثم التعامل الدولي مع الامر الواقع ، عام 1983 أعلنت جمهورية شمال قبرص استقلالها ولم يعترف بها الا تركيا ، بينما يعتبر الاتحاد الاوربي الجزء الشمالي أرض أوربية محتلة بعد انضمام قبرص للاتحاد .*
*لاتحتاج الى الكثير من أجل انتزاع اي جزاء من دولة ما طالما توفرت مجموعة من العوامل أولها قاعدة شعبية حاضنة وحراك سياسي ومن ثم عمل عسكري يصنع أمر واقع على الارض إضافه الى دعم دولة مغامرة لديها طموحات توسعية و رؤية استراتيجية للمستقبل وقراءة جيدة للواقع السياسي في المنطقة ، وظرف دولي مناسب وفوق كل هذا لديها علاقات دولية جيدة مع قوى دولية عظمى بالإضافة الى حكومة متخاذلة وضعيفة وربما عميلة .*
*في الوضع القبرصي كان للوضع الدولي حينها قول الفصل ، فالولايات المتحدة الامريكية ح غير مستعدة ان تخسر الحليف التركي القوي المتاخم للاتحاد السوفيتي من أجل بضع كيلومترات شرق المتوسط ، أوروبا أيضا تنازلت عن كبريائها واستسلمت للامر الوقع ، نجم الدين اربكان والذي هو بالمناسبة معلم رجب طيب اردوغان رئيس تركيا الحالي كان يدرك الواقع حينها لذلك كان يتحرك بكل أريحية وكان له وللأمة التركية ما أراد .*
*اليوم أصبح شمال قبرص هو مسمار جحا في شرق المتوسط الذي عرقل مشروع غاز المتوسط حيث ربطت تركيا الكثير من تحركاتها في المنطقة بهذا الوضع .
في اليمن اليوم لدينا تلك الخلطة السحرية والتي بالمناسبة يعرفها الجميع ويعمل عليها ، موقع اليمن الاستراتيجي جعل منها مثل الارض التي تقع على شارعين وينظر اليها هوامير العقار بطمع ويسيل لعابهم ، الشعب اليوم وضعهم شبيه بمن يملك أرض لكنه تركها دون عمران ، وفوق كل هذا يتصارع أبنائه على بيعها ، المستثمر الحالم وجد سماسرة يهمهم الخروج بأنفسهم من الوضع العشوائي الذي يعيشون فيه دون حساب أو مراعاة لمستقبل وطنهم أو اهلهم في تلك البقعة ..!!*