قيادة وشعب .. ومابينهما
ضياع حضرموت وشعبها قد يتفرق دمه بين المكونات ، حلف ومؤتمر ومرجعية ، فجميعها تدعي مصلحة حضرموت وشعبها ، وتغادر لتتحدث عن حقوقها وحقوق شعبها المسلوبة ، وتعود ، وتشارك ، وتعلق مشاركتها ، والشعب آخر من يعلم ، ودون أن يعرف شعبها لم وكيف وماالسبب ..!!
حقيقة عندما تغيب القيادة أو "تغيب" عن شعب ما ، يصبح حاله كحالنا تماما ، تتناهشه المكونات بتياراتها ، الصادق منها ، والكاذب .
يقال أن الشعب هو مالك السلطة ومصدرها ، ولقد سمعت كثيرا ، عندما يخاطبنا من هو على هرم السلطة ، بعبارة مثل "نحن منكم وأنتم منا" أو "آبائي وإخواني وأبنائي في حضرموت" ، "ستظل حضرموت نسيجا اجتماعيا واحدا" ، حتى يكاد يخيل لي أننا والسلطة شيء واحد ، فأشعر بالدفىء حينا ، والامتنان حينا آخر .
فلماذا تغيب القيادة اليوم عن أمر شعبها الجلل ؟
وهل هناك أمر أهم من أن تذهب حضرموت واحدة موحدة لقول كلمتها في المفاوضات الجارية في الرياض ؟
ثم بدلا من التفرج على مايحدث من تراشق كلامي ، بين مكوناتنا ، لم لاتقم "السلطة" بالتدخل لتوحيد جهود هذه المكونات الحضرمية ، ليتوج هذا التدخل باتفاق فيما بينها ، ثم الذهاب بوفد حضرمي واحد يمثل حضرموت وشعبها ؟
يبدو أن هناك هوة كبيرة بين القيادة والشعب ، تكبر بمرور الأيام ، وهي نتاج للمعاناة والقصور في الأداء ، وعلى قيادتنا أن تتنبه لها ، ولتهتم لأمرها ، قبل أن يتسع الشعق على الرقعة .
وليكن أول ماتقوم به قيادة سلطتنا هو جمع المكونات ، وعمل ميثاق شرف بينها ، ينبثق عنه تشكيل قيادة وطنية ، تنتخب وفدا حضرميا ، يكون ممثلا لحضرموت في المفاوضات ، وهي حتما قادرة ، ولايعجزها فعل ذلك .
قبل أن نصحوا يوما على حضرموتين بدلا من حضرموت واحدة ، ونسيجين بدل نسيج اجتماعي واحد ، وبعد أن عانينا فشلا واحدا ، ربما نعاني مستقبلا فشلين ، إن استمر الحال على مانرى ونسمع .