لماذا تم تأجيل مشاورات تشكيل الحكومة اليمنية بالرياض
الاثنين المنصرم اجتمع السفير السعودي محمد ال جابر مع كل الجنوبيين في الشرعية والانتقالي، وطرح مقترح نسب تمثيل المكونات الجنوبية في الحكومة، وقد خصص في المقترح عدد من مناصب الحكومة لكلا من حركة النهضة العدنية ومجلس عام المهرة وسقطرى ومؤتمر حضرموت الجامع وحلف حضرموت.
احتج الانتقالي بأن المفاوضات بين طرفين فقط.. الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية، وأن تفسيره لاتفاق الرياض يقتضي تخصيص كل مقاعد الجنوب في الحكومة للانتقالي، وهو بدوره سيقوم بترشيح الوزراء من كل المحافظات على اساس موقف المرشح من قضية فصل الجنوب عن الشمال، وأن أي شخص لا يؤمن بهذه القضية لن يمثل الجنوب ولا قضيته، وبالتالي لا مكان له في الحكومة على الأقل من حصة الجنوب.
رفض الحضارم هذا الطرح مقابل صمت بقية المكونات الحزبية والجنوبية الأخرى، وقدم الحضارم (بن دغر وباصرة والعطاس) صور من بيانات مكونات حضرموت وخاصة الجامع، وقرأ باصرة بيان المؤتمر الجامع في القاعة أمام الجميع.
وأوضح أمام السفير والمستشارين إن مؤتمر حضرموت الجامع أكبر مكون حضرمي يمثل كل الحضارم، وقال إن كل المكونات السياسية والحزبية في حضرموت ممثلة في هيئات الجامع، وموقعة على مقررات موتمره العام، وان الأخوة الحضارم المتواجدين اليوم في الانتقالي ومنهم الاستاذ علي الكثيري الذي هو ضمن وفد تفاوض الانتقالي بالرياض وفي نفس الوقت هم اعضاء في رئاسة المؤتمر الجامع.
وبالتالي فإن المؤتمر الجامع يمثل صوت كل الحضارم بمن فيهم منهم في الانتقالي.
هذا الموقف من الحضارم في الاجتماع جعل السفير السعودي يقول بالحرف الواحد (اجل.. نؤجل المشاورات حتى يأتي من يمثل حضرموت، وانتم الجميع في ضيافة حكومة خادم الحرمين).
ولم يعارض الانتقالي في الاجتماع، لكنه بعد الاجتماع عمل خطوتين على المستوى السياسي.
الخطوة الأولى دفع عدد من قياداته لمهاجمة المؤتمر الجامع ووصفه بالمكون الكرتوني التابع لقطر وتركيا.
والخطوة الثانية طلب رسميا من الأشقاء السماح له مغادرة الرياض، وعدم استعداده لمواصلة المشاورات في ظل وجود أطراف (جنوبية) أخرى، وانه متمسك باتفاق الرياض الذي يمثل الموقعين عليه فقط الشرعية والانتقالي.
الأشقاء في المملكة رفضوا طلب مغادرة الانتقالي، ومن ناحية أخرى طلبوا من رئيس مؤتمر حضرموت الجامع تشكيل وفد رسمي وإرساله للرياض.
وفعلا انخرط الشيخ عمرو بن حبريش في مشاورات واسعة خلال اليومين الماضيين مع مكونات المؤتمر الجامع والمراجع القبلية من أجل تسمية وفد حضرموت.
وهذا ما جعل الانتقالي يهاجم صباح اليوم الخميس في بيان له ما اسماه قيادات الإنتقالي داخل المؤتمر الحضرمي الجامع. ووصف رئاسة مؤتمر حضرموت الجامع بالديكتاتورية والمستحوذة والتي تحاول خطف حضرموت واخذها بعيدا عن الجنوب.
هذه آخر مستجدات الواقع السياسي في الرياض والمكلا، ومن الواضح أن الانتقالي هو الاستحواذي والاقصائي الذي يريد الغاء الطيف السياسي في الجنوب ويدعي تمثيل كافة المكونات.
من حق حضرموت الحصول على تمثيل عادل يليق بحضورها وثقلها والمطالبة برئاسة الحكومة، ومن حق كافة المكونات التي لا تؤمن بمشروع الانتقالي أن يكون لها حضور وتمثيل في أي حكومة قادمة وكذلك من حق الأحزاب التمسك بحقها في التمثيل، وليس من حق الانتقالي الاعتقاد بأن القوة هي السبيل الوحيد للتمثيل.