فخامة الرئيس هادي يوجه
لانعقاد مجلس النواب في حضرموت، وبالتحديد في مدينة الصحراء، والوادي، سيئون، فلماذا
لم يأتِ هادي إلى عدن؟
أتدرون لماذا لم يأتِ
إلى عدن؟ لا أظن ذلك يخفى عليكم، فهادي اليوم يعلمكم دروساً في كيفية التعامل مع الخصوم،
هادي لا يريد صدامات مع أية فصيل مهما بلغ من تعنته وصلفه، هادي اليوم يحاضركم بالأفعال،
لا بالأقوال، الرئيس هادي رجل قوي، و باستطاعته أن يأتي إلى عدن، ويعقد جلسة النواب
في عدن، ومعه من القوة ما يمكنه من ذلك، ولكنه يملك من الحكمة الشيء الكثير، لهذا رأى
المصلحة أن تكون الوجهة سيئون، فلبى الحضارم الدعوة.
الحضارم أهل حضارة، وأهل
ثقافة، وأهل عقول راجحة، لهذا تلقفوا الفرصة، وعضوا عليها بالنواجذ، فاليوم مدينتهم
سيئون قبلة الجميع، ومن هذا المحفل ستضع لها موطء قدم في طريق اليمن الاتحادي القادم.
الرئيس هادي اليوم يوجه
درساً للحمقى لعلهم يرجعون، فقد قال لهم بلسان الحال، الوطن كبير، ونستطيع الإقامة،
والاجتماع في أية بقعة فيه، فماذا جنت عدن من حمقكم سوى أنها هُمشت؟ فكلما رفعها هادي
وقفتم في طريقه، وكلما حاول النهوض بها قادتكم نزواتكم للوقوف في طريقه، فهادي أعاد
لعدن اعتبارها، فعادت عاصمة، وأنتم من فرط فيها قديماً وهاأنتم اليوم تقفون عائقاً
في طريقها، لاستعادة مجدها.
الرئيس هادي يستطيع بشخطة
قلم تهميشكم، وجعلكم ملاحقين، ولكنه رجل صبور، ورجل حكيم، ورجل سلام، يحب السلام، ويتنفس
السلام، لهذا سيصبر عليكم حتى يقتلكم صبره، ولكنكم سترتفعون لو ساندتموه، ووقفتم معه،
ومع مشروعه الوطني، فمشروعه الوطني سيمضي فيه، وسيمضي معه الخيرون من أبناء شعبه.
الرئيس هادي يعلن للعالم
كافة عن عودته لوطنه، وعن قيادته لوطن توافق عليه الجميع، وما أجمل أن يمضي اليمنيون
كل اليمنيين لما توافقوا عليه، فكفانا حروباً، وكفانا صراعات، فلنمض مع هادي، ولتخرس
الألسن، فاليوم هادي يعلن للجميع أن حضرموت قد فازت بالانطلاق نحو بناء مؤسسات الدولة
الدستورية، وسيباشر عودة الدولة من سيئون، وغداً سيكون هادي في عدن، وبعد ذلك سيحكم
من مدينة سام، وأنتم الخاسرون.
صهٍ أيها الواهمون الحالمون
بالسلطة، وأنتم تأتمرون بأمر الأسياد، وأنتم تأتمرون بأمر الخارج، صهٍ فقد كرهنا الارتهان
للخارج، فلقد جاء هادي ليعيد للوطن هيبته، وقيمته، وعزته، ومجده، وكرامته، فلتصمتوا،
وتابعوا إنجازات هادي، وتنعموا بها، ورجاءً، رجاءً، الزموا الصمت، فرسولنا يقول:
((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً، أو ليصمت)).
صهٍ فالعالم من حولنا
يرسم السلام، ونحن نسعى، ونتدافع لإشعال الفتن، فكل فصيل استأثر ببقعة من الوطن، ظن
أنه قد ملك الوطن، فتأخرت التنمية في بلادنا سنوات، وسنوات، وتهنا بين صراعات الرفاق،
وفشخرات المشايخ الكاذبة، وضاعت أحلامنا بين الكذب، والدجل على مساكين الشعب، فصمتوا
ألسنتكم، وكما قالها هادي سابقاً، أكررها لكم، سكته، وأضيف لكم صمتاً، وصهٍ، رجاءً
ولا نسمع نخس، فاليوم حضرموت تفوز بما أضاعته عدن بسبب نزواتكم، وطيشكم، فمبارك عليكم
أيها الحضارم، يا أصحاب العقول الراجحة، وخيرها في غيرها يا عدن، فالقادم أفضل، وما
هذا إلا أول قطرة من قطرات الخير .