سلام الحوثي لإيران لا اليمن.
تنتاب الكثير من المهتمين بالشأن اليمني ومحللي الأحداث الحيرة من الرفض المستمر والدائم للسلام، من قبل مليشيا الحوثي الإيرانية، وكذلك التدليل المستمر واللا منطقي لها ومنع هزيمتها من قبل ممثلي الأمين العام للأمم المتحدة، ويكون الإستغراب واللا منطق هو المسيطر على المشهد وتأويله، لكن الغوص لمعرفة العلاقة الوجودية بمستواها العقائدي والمذهبي والسياسيي والمصلحي، بين المليشيا الحوثية وإيران، تعطينا إجابات تفسر الغموض وتمنع الإستغراب، فعلى المستوى العقائدي والمذهبي فهذه المليشيات مرتبطة عقائديًا بالإمامة بأصولها وتفسيراتها الدينية الإثنى عشرية، ومذهبياً مرتبطة بولاية الفقيه وأصول الإمامة وأحقيتها وحصرها في الحسين وبنيه، وهو نفس الفقه الذي يتبناه الدستور الإيراني كدستور دولة المذهب الإثنى عشري، ولذا تأسست حملتهم للإنقلاب على اليمنيين ومشروعهم الوطني لبناء دولتهم الإتحادية، ولقتلهم على تكفيرهم وإباحة قتلهم وكان عنوانها حملة (أشداء على الكفار)فهم يُكَفرون كل ما عداهم معتبرين أنفسهم أهل الدين الحق وما عداه باطل. وعلى المستوى السياسي فهذه المليشيا صناعة إيرانية وذراعها في اليمن والخليج، بهدف حماية إيران وتحقيق مصالحها في اليمن والمنطقة، مثلها مثل حزب الله والحشد الشعبي، فهي تخدم إيران لا اليمن، ومشروعها وهدفها هو حماية إيران والإيرانيين لا اليمن واليمنيين، ولذا لا يهمها دمار اليمن وخرابه ولا تعداد القتلى من اليمنيين ولا معاناتهم، لقد باعت لليمنيين المشتقات النفطية بالسوق السوداء، ونهبت إغاثتهم وباعتها لهم، زرعت الألغام بالألاف لتحصد أنفس اليمنيين وتصيبهم بالعاهات، ودفعت بأطفال اليمن وشبابهم للموت في القتال، فهدفها سلام إيران وحمايتها، كما هي ورقة ضغط تستخدمها إيران لحماية مشروعها في المنطقة وملفاتها التفاوضية، فهي التي تقرر لها القبول بالسلام ورفضه، وفقاً لأهدافها وحواراتها وملفاتها لتحقيق مصالحها، والغرب برأسماليته المتوحشة وظف الفقه المغلوط في تراثنا وأوجد التطرّف بشقيه السني والشيعي ورعاهما وأوصلهما للتوحش، بهدف هيمنة رأسمالية التوحش على المنطقة وثرواتها، فتحقيق السلام مفردة لا وجود لها عند مليشيات الحوثيين وجريفيث، فكليهما لا يخدمان مصالح اليمن والمنطقة، بل مصالح سادتهما، فالمليشيات تخدم إيران ومشروعها، وجريفيث يخدم مصالح من أتوا به، ليدير الصراع ويمنع الحسم، فعلى الشرعية وتحالف دعمها وجبهاتهما إدراك ذلك، والعمل من أرضيته لتوحيد الصف وإكمال النصر . ٢٥ يناير ٢٠١٨