اليمن وغريفيت .. ذاب الثلج وبان المرج
لا يخفى على كل مراقب حجم الاستغباء الذي ينتهجه مبعوث الامم
المتحدة الى اليمن البريطاني مارتن غريفت ( عينه انطونيو غوتيريس مبعوثا أمميا بتاريخ
13 - 2 - 2018 ووافق عليه مجلس الامن بعد يومين من تعيينه) والذي جاء يبيع الماء في
حارة السقائين كما علق صحفي يمني يتبع الحكومة الشرعية .
الرجل لا يريد ان يعترف بخرق الحوثيين للهدنة في الحديدة
التي يتمترس بها مئات المرات في مهمته المستحيلة ، ونراه يحاول الهروب من كل استحقاق
بالحديث عن التزام الطرفين " الشرعيين " متناسيا بأن هناك طرفا واحدا شرعيا
اسمه الدولة اليمنية ، والمقاومة اليمنية التي تتبع لها ومن يؤازرها من قوى مختلفة
، وبأن الحوثيين فصيل لا يتعدى 1 % من مجموع الشعب اليمني ، وبرغم ذلك يصر على عدم
تسمية الأشياء بمسمياتها ونراه يطلق على الحوثيين " انصار الله " في إطراء
خبيث يصدر لأول مرة من مبعوث يمثل أمين عام النظام الدولي .
هو لا يريد التدخل في اليمن من اية جهة ، بمن فيها تلك التي
استنجدت بها الحكومة اليمنية الشرعية ، ونراه يغفل ملالي ايران الذين يقفون وراء الأزمة
وكل هذا الخراب والدمار الذي أصاب اليمن غير السعيد بفضل الفصيل الامامي المتخلف ،
وبجهد هكذا مبعوثين وهكذا أمم متحدة متحاملة ومتواطئة .
لا يختلف غريفت عن غيره من مبعوثين سبقوه سواء بن عمر إياه
، أو خليفته ولد الشيخ أحمد ، وإذا كانت اختلفت الوجوه ، فإن الأغراض والغايات لم تختلف
، بل زادت توسعا من خلال تأزيم القضية اليمنية وتدويلها بكل معنى الكلمة .
هو لا يعترف مثلا بخرق الحوثيين للهدنة قبل عودة وفدهم من
ستوكهولم سواء في الميناء او المدينة من خلال أماكن الانتشار ، ومؤخرا بانفجار الطائرة
المسيرة في لحج خلال العرض العسكري ، ويصر على أن الهدنة تتعلق فقط بالحديدة ، وعندما
يوجه إليه سؤال عن الخرق الحوثي للإتفاقات نراه يحمل " الطرفين " المسؤولية
ويطلب منهما معا الإلتزام وكأنه يتوسط بين دولتين .
هو يرغب كما صرح شخصيا بتعميم تجرية الحديدة على مناطق اخرى
، ولكن هذه الحديدة التي يريد النجاح فيها ، أو بالأحرى تنفيذ أوامر أسياده بشأنها
فضحت كل الألاعيب والمؤامرات التي يقودها قادة المركز الدولي الساعون لإطالة أمد الحرب
في اليمن ، بغية جني المزيد من الحصاد المالي ، وإلا فأين هي قرارات مجلس الأمن ذات
الصلة ، قبل أن تستفحل الأزمة ويختزل اليمن بمدينة شاطئية لا يرغب الغرب المتواطئ مع
ايران بتحريرها من قبل القوة الشرعية ومن التحالف العربي ؟.
اتفاق السويد إياه ، كان واضحا واشترط تسليم الميناء لموظفي
الدولة فتم تسليمه لموظفين يتبعون الحوثيين ويرتدون الزي الحكومي ، ناهيك عن تفسيرات
وتعقيدات في الإتفاق انطلت على كثيرين .
يقول المبعوث المذكور : إنه يسعى لبناء الثقة بين اليمنيين
، وإنه لا يشجع أجراء انتخابات في البلد ولو بإشراف دولي ، ويقر بمصالح روسيا وغيرها
وبأن القضية اليمنية لم تعد محصورة بأطرافها ، اي ان الرجل يريد ان يقول : إن اليمن
بات مربطا دوليا كالمربط السوري ، وإنه لا مجال لحل الأزمة الا باتفاق العالم .
إذا كان ذلك كذلك ، فلماذا يأتي إذن ويعرض بضاعة كاسدة من
الأصل لولا أنه ينفذ مخططا بدأت تتضح خطوطه وترتسم ملامحه الكريهة والخطيرة والبشعة
؟؟ .
باختصار : إنهم لا يريدون لليمن أن ينتصر ، ولا للتحالف العربي
أن يحسم المعركة ، ومواقف غريفت الأخيرة من خروق الحوثي دليل صارخ على أنه وبلا جدل
: ذاب الثلج وبان المرج !.