"الانتقالي".. الحقيقة المرة


اليوم شاهدت منشورات تتحدث عن انتشار لواء الجن وان قوات الحزام والدعم والاسناد تطوق عدن وبدأت في السيطرة .

 

مرة اخرى يراد توزيع الوهم والمغالطات وهذا ما دفعني لأن اكتب اليوم عن وظيفة الانتقالي .

ما حصل اليوم هو استنفار أمني لحماية التحالف ومواجهة التصعيد الذي يتجه له المجلس الاعلى للحراك الثوري .

 

في الايام السابقة لاحظت اكثر من تصريح من قيادة الانتقالي تتحدث عن بيان 3 اكتوبر وبانه خارطة طريق .

لم ينص البيان على اي مسارات يمكن اعتبارها خارطة طريق وانما اشار فقط للسيطرة ثم خرج رئيس الانتقالي في كلمة مسجلة يقول لا نسعى للسيطرة ولا الادارة فلماذا كل هذا الاستخفاف بعقول الناس فعن اي خارطة طريق تتحدثوا ؟

 

لنعود الى بيان 3 اكتوبر ، تعالوا لنتذكر الظروف التي اتى فيها !

مظاهرات في كل المحافظات مناوئة للتحالف ، وحصلت على اهتمام اعلامي كبير شكل ضغط على التحالف .

كانت الانظار تتجه نحو فعالية 14 اكتوبر في ساحة العروض وبأن تكون تلك ذروة التصعيد ضد التحالف الذي تراجعت شعبيته واصبح دوره غامض ومحير .

 

وسط هذه الظروف اتى بيان الانتقالي لخلط الاوراق وارباك المشهد .

اصبح الرأي العام مهتم بخطوات السيطرة وتراجع التصعيد وبات الكل ينتظر ما في جعبة الانتقالي .

 

تمر الايام ومع الاقتراب من يوم 14 اكتوبر اعلن الانتقالي تحذيره باصدار خطاب هام ومصيري .

تأجل الخطاب من موعد الى اخر حتى كان موعده الاخير صباح 14 اكتوبر لكن حتى هذا الموعد تأخر للمساء وبعد ان تأكد للتحالف ان فعالية ساحة العروض انتهت ونجح افشالها وان التهديد تلاشى وهنا خرج الانتقالي يعلن للجماهير عن تراجعة وبانه لا يريد حتى قربعة في تنك !

 

هذه مهمة ووظيفة الانتقالي وهي الدفاع عن التحالف وهذه هي حقيقة بيان 3 اكتوبر !

لنعود الان الى احداث يناير التي اتت لنفس المهمة والوظيفة ايضاً .

بعد احداث يناير عاد بن دغر الى عدن ليشعل ذلك التساؤلات حول مغامرة يناير والشعارات التي رفعت فيها .

 

هنا خرج هاني بن بريك ليعلن في تغريدة له ان هناك خطأ حصل فقد تم اخراج الشخص الخطأ والابقاء على الشخص الخطا .

كان يقصد ان المفترض خروج الميسري لا بن دغر ودعماً لذلك كتب حسين حنشي تحليل عن خطر الميسري مقارنة بأبن دغر .

 

كان موقف الميسري اشد حدة تجاه التحالف ولكنه تراجع اخيراً وانتهت التهدئة بين التحالف وابن دغر واصبح يمثل ازعاج لهم فعاد هو الخطر لتتم العودة لاسغفال الجنوبيين والضغط حتى اقالته .

الامر لا علاقة له بالفساد والحال المعيشي فالتحالف راضي عن الوضع ويرى فيه تكبيلاً للشرعية وللشعب ويمكنه تسخير ذلك لضربهم ببعض !

 

الانتقالي للأسف هو عصا التحالف التي يجيد التحكم فيها .

ليس في وجه الشرعية وحسب بل في وجه الحراك واي جنوبي فبهذا المجلس يمكن تقويض الحراك وضرب كل من يختلف او يصعد ضد التحالف ووضعه تحت تهمة الخيانة للجنوب بعد ان نجح التجييش العاطفي في خداع الكثير .

بعد اختزال الحراك في المجلس يمكن انهاء الحراك بالتخلص من المجلس .

بعض الجنوبيين يساعدون في ذلك بغباء من خلال سعيهم لوضع الحراك وثورته وقضيته في سلة واحده بيد التحالف !

 

المجلس الانتقالي لن يكون مجلس انتقالي الا في حال اقدمت الشرعية على الغاء مهمة التحالف وهنا سيلجى التحالف للورقة البديلة التي يملك كل خيوطها !

 

الاجهزة الامنية كلها تتبع التحالف لا المجلس .

حتى اعضاء هيئة الرئاسة لم يختارهم الزبيدي وهو وهم تم اختيارهم من التحالف !

الانتقالي لا يملك دوائر تتعلق بالخدمات انه مجرد وهم ، حتى القيادة المحلية تنص لوائحها الداخلية على ان ليس من مهامها الحكم والادارة وانا هنا اتحدث عن مستندات النظام الداخلي وبيدي نسخه منه .

 

هذا هو دور الانتقالي ووظيفته التي يضاف لها محاربة الاخوان بعنوان جنوبي لا علاقة له بالاستقلال .

ليس الانتقالي الوحيد الذي له داعم خارجي ولكن عكس الحوثيين والاصلاح فأن الانتقالي لم يتم التعامل معه كحليف يجب ان يمتلك قوته العسكرية والسياسية والاعلامية والتنظيمية .

لقد صمم من اجل مهمة مؤقته وبما يضمن السيطرة عليه وسهولة انهائه ، ولم يوجد ليبقى !

 

اخيراً من حق الجنوبيين ان تكون لهم خياراتهم المشروعة وقيادتهم ويكون لهم مثلاً مجلس انتقالي ولهذا ايدنا الانتقالي برئاسة الزبيدي الا انه اتضح لنا باننا جزء من لعبة قذرة يتم استغلالنا فيها .

 

الله غالب. 

مقالات الكاتب