المملكة في يومها الوطني: حين أشرق الخير على العالم

في الذكرى الثامنة والثمانين للعيد الوطني السعودي، يقف المواطنون إكباراً وتمجيداً لهذه اللحظة التاريخية النادرة التي أشرقت فيها شمس المملكة، فملأت الأرجاء بالفخر والاعتزاز، إنه يوم توحيد الإرادة والعزم، على يد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود، طيب الله ثراه، الذي وحّد المملكة وأرسى دعائم هذا الصرح العظيم على أسس راسخة مستمَدَّة من المبادئ الإسلامية السامية والقيم العربية الأصيلة.

 

لقد أصبحت المملكة دولة قوية شامخة، وباتت مسيرة نهضتها التنموية مثلاً يُحتذى في مختلف معايير البنى الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وذلك بفضل حصافة قيادتها الرشيدة، ووعيها الثاقب.

 

لقد شهدت المملكة، في العهد الزاهي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، يحفظه الله، نقلةً نوعية وتحولاً واضحاً في سائر الصعد والميادين، فقد تميز العهد الجديد بالسير بخطى ثابتة ومدروسة نحو تطوُّرٍ وانفتاح ينمّان عن حكمةٍ وسدادِ رأي. وهذا ما يجعل المرحلةَ الجديدة التي تعيشها المملكة، والتي أصبحت مدارَ حديث أصحاب الفكر ورجال السياسة والصحافة العالمية، تأخذ الوطن والمواطن السعودي إلى أعتاب طَورٍ يتّسم بالطموح، والتطلع إلى آفاق أرحب من الإنجازات، استكمالاً لمسيرة البناء التي شملت مناطق المملكة كافة، من خلال العمل الجادّ والإبداع والتنمية المستدامة، في ظل بيئة آمنة ومستقرة.

 

المكانة الرفيعة التي تتبوأها المملكة والدور الريادي والفاعل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز جعلا المملكة إحدى أهم القوى التي تسهم في استقرار ونمو الاقتصاد الدولي، لذا فإنّ اختيار المملكة ضمن الدول العشرين الأهم اقتصاداً في العالم، وما حظيت به مؤخّراً من الإشادة، على مستوى التقارير الصادرة من الهيئات الدولية والمنظمات العالمية، وفي طليعتها البنك الدولي، بالسياسات الاقتصادية ونموذج العمل البنّاء الناجح الذي تنتهجه المملكة، دليلٌ واضح على سلامة النهج ووضوح الرؤية.

 

هذه الأمور تعكس الرصيد الدولي فائق الاحترام والتقدير لسياسات المملكة الاقتصادية، خصوصاً أنها نجحت في الأخذ بمبدأ تنوع الاقتصاد، الأمر الذي تعكسه المؤشرات من خلال تنشيط وتحفيز مجالات مهمة في الاقتصاد، سواءٌ ما تعلّق منها بإسهامات القطاع الخاص في برامج التنمية وتوفير فرص العمل للشباب، أو ما اتّصل بمجالات التجارة والخدمات والصناعة، أو في مجال الطاقة المتجددة والحديثة. وهذا كلّه يُسهم في تحقيق برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030.

 

إن ما يميز المملكة ويسترعي أنظارَ الجميع هو عمقُ التلاحم والترابط والثقة المتبادلة بين القيادة والمواطنين. وإن دلّ ذلك على شيء، فإنما يدلّ على متانة نسيج المجتمع السعودي، وصلابة عريكته، وقدرته على المضي قُدُماً في تحقيق الإنجازات بعزيمة صادقة، والنهوض بهذا البلد المعطاء والتحليق إلى آفاق الرقي والتطور والمستقبل الواعد.

 

ويلاحظ المراقب لسياسات وموقف المملكة، على الصعيدَين الإقليمي والدولي، الاتّزان والتعامل الواقعي مع الأوضاع التي تعصف بالمنطقة، إذ عملت المملكة، وما تزال، بكل جهد ومصداقية، في سبيل خير الإنسانية وترسيخ السلم والأمن الدوليين، سواءٌ عبر مشاركتها الفاعلة، مع المجتمع الدولي، في المحافل الدولية، أو العمل مع الدول المحِبّة للسلام للوقوف بصلابة ضد الإرهاب بصوره وأشكاله كافة، أو القيام بالمبادرات الإيجابية لحل قضايا المنطقة. إنّ هذه السياسة الواقعية مكنت المملكة من التعامل مع مقتضيات السياسة الدولية ومتطلباتها بنجاح تلو نجاح.

 

وفِي هذه المناسبة المباركة، التي تملأُ في كل عام أنفسنا، نحن السعوديين، بمشاعر الفخر والمحبة والولاء، نتقدم بالتهنئة الصادقة لقائد المسيرة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وندعو الله جلّ وعلا أن يمدهما بكل عون، وأن يحفظ المملكة قلعة شمّاء يتطلع أبناؤها، كل مطلع شمس، نحو مستقبل واعد مفعم بالأمل والتفاؤل.