لماذا أحوالنا من سيء لأسوأ ؟!
لابد من التنويه قبلا ، بأنه ليس لنا خصومة أو عداوة مع أحد ، فكل هذه المسميات: الأحزاب السياسية ، السلطة الشرعية، المجلس الإنتقالي الجنوبي ، حُرَّاس الجمهورية ، وسواها من المكونات ؛ من هذه البلاد ، ومن مجتمعنا الذي نود أن نراه يعيش حياة مستقرة وآمنة ومزدهرة .
وبما إننا لا نحمل ضغينة أو عداوة لأحد ، فينبغي أن يكون نقدنا نابعًا من حق أصيل لأي إنسان حر ويتطلع ويحلم برؤية وطنه وشعبه في مصاف الاوطان والشعوب الناهضة والمزدهرة اقتصاديا واجتماعيا وديمقراطيا .
السؤال الذي يجب أن يسأله كل إنسان في ربوع هذه المحافظات المحررة : لماذا أحوالنا المعيشية والاقتصادية والخدمية والأمنية تزداد سوءا دونما نجد حلولًا ناجعة لهذه الأزمات المتفاقمة ؟! .
الإجابة وبكل بساطة ومصداقية : بسبب فقدان الدولة ومؤسساتها وسلطاتها ؛ فلا حفظنا أو فعَّلنا مؤسسات وسلطات الجمهورية اليمنية ، أو أننا استعدنا مؤسسات وسلطات جمهورية اليمن الجنوبية .
وفي وضعية مثل هذه ، تنتفي فيها المسؤولية والواجب ، وتغيب فيها المحاسبة والعقاب ، فكيف بالله ننتظر معالجات فعلية لهذه الأزمات ، وفي واقع تسوده الفوضى ويستحكم به أمراء الحرب؟ .
وكيف سيتم محاسبة شاغلي الوظيفة العامة العليا والأدنى في ظل غياب الدولة ومؤسساتها وسلطاتها التشريعية والقضائية والتنفيذية وفي ظل هيمنة المليشيات المسلحة ؟؟ .
هناك من يستنكف او يزدري من وصف القادة بأمراء حرب ومرؤسيهم بالمليشيات . ثم إنَّ أي قوة تنشأ خارج نظم وسلطات الدولة ، هي بكل تأكيد مليشيات لا نظامية وقادتها أقل ما يقال عنهم أنهم أمراء حرب .
عشرة أعوام عشناها في كنف حالة من العبث والفوضى ، وبالمحصلة هذه نتيجة متوقعة لفقدان الدولة .
ما من شيء تحقق في مضمار وقف وكبح تدهور الإقتصاد والمعيشة والخدمات والمرتبات وووالخ .
وما كانت أحوالنا ستصل لهذه الحالة البائسة لولا هذه المزاوجة ما بين رؤيتين لدولتين وجمهوريتين ، أو قولوا ثلاث جمهوريات إذا ما تم إضافة أمراء ومليشيات حُرَّاس الجمهورية .
محمد علي محسن