بعد تلقيه أولى صفعاتها من (المكلا)..

هل نفذ صبر "الرياض" أمام عدائية (المجلس الانتقالي)؟

مانشيت - خاص:

يبدو أن الحكومة الشرعية و المملكة العربية السعودية ستبقيان في مرمى تصعيد المجلس الانتقالي على الدوام عبر استمرار مطالبه التي تعتبر تقويض لجهود الحكومة لتثبيت الاستقرار في المناطق المحررة إضافة الى انها تستهدف مصالح المملكة في جنوب اليمن وتشكل تهديدا لأمنها القومي بحسب خبراء.

ورغم التصعيد المستمر ضد الحكومة الشرعية و المملكة فقد جددت مايسمى بالجمعية الوطنية التابعة له في بيانها الصادر عن ختام اجتماعها في مدينة المكلا، الهجوم على حكومة معين عبدالملك التي تحظى بدعم سعودي والتعهد بعرقلة جهودها في المناطق الجنوبية.

كما أكد دعواته السابقة باسقاط المنطقة العسكرية الاولى في حضرموت، وكذلك استمرار تحريضه ضد مرجعيات السلام الثلاث بما فيها مخرجات الحوار الوطني الشامل. 

ولا يظهر المجلس الانتقالي حرصا على التهدئة مع الرياض وبحسب مراقبين فإن الاخيرة باتت لا تقبل باستقواء الانتقالي على الحكومة، ولا استمرار خطابه العدائي تجاهها و مواقفه التي تعتبرها المملكة تهديدا لأمنها القومي وحدودها الجنوبية مع اليمن، بل وتقويضا لجهودها ضمن التحالف العربي في اليمن.

ويحسب مصادر لموقع (مانشيت ) فإن المجلس الانتقالي تلقى اولى صفعاته من المملكة أثناء زيارة قياداته لمدينة المكلا عاصمة حضرموت حيث تمتلك الرياض اقوى نفوذ لها في جنوب اليمن، واوضحت المصادر بأن قيادة القوات السعودية المتواجدة في مدينة شرورة السعودية استدعت محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني وابلغته بمنع اقامة اي فعالية جماهيرية يقيمها المجلس الانتقالي.
إضافة الى منع اي مظاهر مسلحة او تأمين أي فعالية داخل المدينة وهو ما ترجمته بالفعل اللجنة الامنية للمحافظة في رسالة وجهتها لقيادة الانتقالي بهذا الخصوص.

كما اكدت المصادر بأن الرياض سمحت لقيادة الانتقالي بالبقاء 3 ايام فقط في المكلا مدة انعقاد اجتماع مايسمى ب(الجمعية الوطنية)، وهو مافسر عودة عيدروس الزبيدي و هاني بن بريك صباح الأحد بشكل مفاجئ الى ابوظبي اللتي جاءا منها الى المكلا عبر العاصمة المؤقتة عدن في وقت سابق.
هذا اذا ما أضفنا اليه الرفض الشعبي الذي قوبل به قدوم قيادات المجلس في موكب مسلح استفز مشاعر ابناء المدينة.
وكان ناشطون حضارم قد دشنو على وسائل التواصل وسما معارضا للمجلس الانتقالي تحت عنوان #حضرموت_ترفض_الانتقالي، شهد تفاعلا كبيرا.

مؤخرا نحا عدد من النخب السعودية والخليجية خطابا اكثر حسما ووضوح تجاه المتغيرات السياسية في اليمن أبرزها الموقف من نشاط الانتقالي في المناطق الجنوبية، حيث أكد الأكاديمي الخليجي واستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة الكويت الدكتور فايز النشوان بأن أي مشاريع لم تحظى بدعم الشرعية في اليمن توازي في خطورتها مشروع جماعة الحوثي سواء كان ذلك المجلس الانتقالي أو غيره.

النشوان اوضح في تغريدة له على تويتر بأن هناك مشروع واحد يدعمه التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن وهو ما تقرره الشرعية اليمنية.
واصفا أي فئة تستغل ظروف الحرب لتمرير أجندتها بأنهم "خونة".

النشوان كان قد طالب في وقت سابق ب(عاصفة حزم) اخرى لوقف تهديد المجلس الانتقالي باحتلال العاصمة المؤقتة عدن، لافتا بأن التحالف العربي دعم الشرعية لإنهاء التمرد الذي قامت به جماعة الحوثي في صنعاء.

ويواجه المجلس الانتقالي اتهامات سعودية بتورطه في تهريب اسلحة ايرانية الصنع الىماعة الحوثي الانقلابية في صنعاء.

وكان فريق الخبراء الدوليين، التابع للأمم المتحدة، في اليمن، اتهم في تقريره الاخير "المجلس الانتقالي الجنوبي" والقوات العسكرية التابعة  بممارسة "الأعمال العدائية المسلحة" ضد الحكومة اليمنية، ما تسبب في عدم سيطرتها بشكل فعلي على المحافظات الجنوبية.
معتبرا "المجلس الانتقالي الجنوبي" والقوات العسكرية الحليفة له، من التحديات التي تواجه سلطة الحكومة اليمنية.

 وكشف التقرير تورط رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي وبقية قيادة المجلس في التدبير للهجوم ضد قوات الحماية الرئاسية في يناير من العام الماضي، من داخل مقر المجلس الكائن في مديرية التواهي بالعاصمة المؤقتة عدن.

تصعيد متبادل يفتح الباب واسعا أمام التكهنات حول مستقبل العلاقة بين المجلس والرياض وماهي الخطوات التي قد تقدم عليها المملكة في ظل مطالبات حثيثة من النخب السعودية والخليجية بموقف حازم يعيد الامور الى نصابها وينهي عرقلة الانتقالي لجهود الشرعية والتحالف العربي في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، التي تتخادم وتحركات جماعة الحوثي في صنعاء.