لماذا يضغط معين عبدالملك لمنح وزارة الاتصالات للحوثي محمد شهاب؟

مانشيت - اوسان الضالعي :

وأخيرا بان المستور وانكشف السر الذي يقف وراء إصرار رئيس الوزراء المكلف معين عبدالملك على فرض رجل الاعمال محمد شهاب وزيرا للاتصالات.

فالتاجر الشاب محمد شهاب يحتفظ بعلاقات قوية ومتينة مع قيادات عليا بجماعة الحوثي على اعتبار انه من أسرة هاشمية ويتمتع بسهولة الحركة والتنقل بين مناطق الحوثي ومناطق الشرعية، إضافة الى أنه يحمل الجواز البريطاني وهو مولود لأم بريطانية

ويقوم شهاب بدور حلقة الوصل غير المرئية بين رئيس الوزراء المكلف وبين الحوثيين من جهة والبريطانيين من جهة أخرى حيث يحاول معين عبدالملك تقديم نفسه باعتباره رجل الاجماع والشخص الذي يعول عليه لصناعة السلام.

وعلاوة على ذلك فإن معين عبدالملك يعيد توجيه التقارير الامنية السرية التي تصله من رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء عبده الحذيفي الى محمد شهاب الذي يقوم بدوره بإيصالها الى الحوثيين وإلى البريطانيين.

وبحسب المعلومات فإن إصرار معين على فرض شهاب كوزير للاتصالات يأتي في سياق التفاهمات السرية التي رتبها شهاب بين معين والحوثيين الذين لديهم مخاوف من وزير الاتصالات القادم وما يمكن أن يقوم به تجاه هذا القطاع الذي يشكل أهم موارد الحوثيين المالية واللوجستية.

ويهمس معين في أذن صديقه وشريكه التجاري شهاب بأن الاتصالات بمثابة حصة الحوثيين في حكومته الجديدة وهي عربون صداقة لتعاون اكبر واوسع في الايام القادمة.

وشكل سيطرة الحوثيين على الاتصالات خلال الخمس السنوات الماضية أحد اهم الثغرات التي ألحقت بالغ الضرر بالشرعية وبالجيش الوطني إذ يستخدمونها في التجسس على تحركات قيادات الدولة وفي العمليات العسكرية ومن خلالها يرصدون ويحددون الاحداثيات اضافة الى تجسسهم على الاتصالات والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي كون مصدر تزويد المحافظات بالانترنت يمر عبر اجهزة تحكم تحت سيطرتهم.

ومن المؤكد أن معين عبدالملك لا يريد سحب هذه الميزة التي تضيف نقطة تفوق للحوثي إضافة الى الموارد المالية المهولة التي تدرها الاتصالات على الحوثي ومنها يمول الكثير من عملياته العسكرية.

ويتواجد شهاب حاليا بالاردن، ويتباهى امام من حوله بأنه سيكون وزيرا للاتصالات، وانه تم استدعاءه للرياض من قبل رئيس الوزراء المكلف معين عبدالملك لهذا الغرض.

وبين معين ومحمد شهاب صداقة قديمة فهو زميل دراسة ومؤخرا شريكه في عدد من الاستثمارات اهمها شركة اتصالات الجاري العمل على انشائها في اثيوبيا باسم (B.Electromecha International Projects)، والتي يستثمر فيها رئيس الوزراء المكلف باسم ناظم الصغير المنتمي لشركة الصغير للمقاولات التي يستخدمها معين كلافتة لاستثماراته في عدة مجالات.

وبعد ان كان عمل شركة اولاد الصغير متخصص في الكهرباء وحصلت من خلال معين عبدالملك على عدة مقاولات في هذا الجانب بملايين الدولارات فقد انخرطت المجموعة في استثمارات متنوعة بإيعاز من شريكهم الاقوى معين عبدالملك وعلى رأس هذه الاستثمارات شركة الاتصالات الاثيوبية. 

ولا يهتم معين بتعزيز موقف الشرعية واختيار الرجال الاقوياء في الحكومة المزمع تشكيلها بقدر اهتمامه ببناء شبكة مصالح وعلاقات شخصية تؤهله للبقاء اكبر مدة في المشهد السياسي ولو على كومة من الرماد.