اصبح يتحرك في المناطق المحرمة..

البركاني يعطل مجلس النواب ويلعب من موقع الحكومة ويشرع في تزعم مليشيات

مانشيت - خاص :

بعد يوم واحد من كشف مصادر مؤكدة عن ترؤس الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب، لمجلس مناطقي في الحجرية بمحافظة تعز، تنبثق منه مجالس ومليشيات مسلحة تدعمها الامارات لنسف الشرعية، كشفت وثائق رسمية عن قيام البركاني بدور السلطة التنفيذية (الحكومة) في توجيه الأوامر إلى مؤسسات حكومية بصورة تعكس تعدي البركاني على الدستور وعلى صلاحيات الحكومة، في ظل فشله في قيادة السلطة التشريعية (مجلس النواب).

وقال مصدر حكومي، أن البركاني انتهك الدستور والقانون بصورة توجب إحالته للتحقيق ومحاسبته، عبر قيامه بتوجيه مذكرة إلى محافظ تعز نبيل شمسان بإلغاء نتائج اختبارات القبول في جامعة تعز، فيما قام شمسان بنفس الاجراء المخالف ووجه رئيس جامعة تعز عطفاً على توجيه البركاني.

واعتبر المصدر ما جاء في وثيقة البركاني مخالف للدستور، حيث أنه لا يحق لمجلس النواب التدخل في عمل السلطة التنفيذية، وهو ما أقدم عليه البركاني بصورة تشير إلى تجاوزاته المتعمدة أو جهلة بالدستور والقانون، وفي كلا الحالتين يتوجب محاسبته.

ولفت إلى أنه كان على البركاني بشأن ما تردد عن شكاوى عن اختبار القبول في جامعة تعز، طرح القضية على مجلس النواب وتشكل لجنة لتقصي الحقائق، كما حدث في عدة قضايا سابقة، أو توجيه تساؤل لوزير التعليم العالي، المعني بالأمر.

واعتبر المصدر أن توجيه رئيس مجلس النواب امراً بإيقاف نتائج امتحانات في جامعة تعز مخالف للدستور وانتهاك صارخ للقوانين، كون ذلك ليس من صلاحياته ولا حتى صلاحيات رئيس الحكومة.

وأشار إلى أن رفض جامعة تعز لتوجيهات المحافظ شمسان، ورئيس البرلمان نبيل البركاني، تأكيد على حجم الانتهاك والجرم الذي أقدما عليه، وتجاوز رئيس مجلس النواب دوره التشريعي ليتحول الى جهة تنفيذية، متسائلاً: بأي شرعية استجاب محافظ تعز لرئيس البرلمان، وهو الآخر قد تجاوز صلاحياته بتدخله في شئون جامعة تعز التي هي من صلاحية المجلس الاعلى للجامعات.

بينما كشف مصدر برلماني أن البركاني لم يناقش مع أعضاء مجلس النواب القضية، أو يقدم لهم عرائض تظلم أو شكاوى من جامعة تعز، كما لم يطلب المجلس ايضاح من الوزير المختص، معتبراً ما أقدم عليه البركاني "عفاطة" ومحاولة ظهور وتمرير لمخطط يستهدف محافظة تعز، ومحاولة لتعميق الفرز المناطقي بالمحافظة وتعزيز الانقسامات لمصلحة جهات معروفة.

رئيس مجلس الحجرية

قبلها بيوم واحد فقط، كشفت مصادر أكيدة عن وضع البركاني على رأس ما يسمى بالمجلس الأعلى للحجرية (قضاء في محافظة تعز) من قبل الامارات التي عملت على دعم وتسليح مليشيات تتبع هذا المجلس منذ 4 أشهر، وتكوين مجالس منبثقة في المناطق لتلغيم الحجرية من الداخل وتهيئة الظروف لاستقبال مليشيات تمولها الامارات والهاء الجيش اليمني عن معركة التحرير وانهاء الانقلاب الحوثي الممول من ايران، التي أصبحت تربطها بأبو ظبي علاقات خاصة وتنسيقات على مستويات كبيرة.

وربط مراقبون بين هذه الخطوات ولقاء البركاني مع المتمرد والقيادي في المجلس الانتقالي التابع لأبو ظبي هاني بن بريك الأسبوع الماضي.

وكشفت مصادر حكومية وأخرى برلمانية، أن البركاني بعد استبعاده من التشاور بشأن تشكيل الحكومة المزمع الإعلان عنها قريباً، لجأ إلى تزعم مليشيات على الأرض تدعمها الامارات، على غرار النخب والأحزمة والمجلس الانتقالي التي أنشاتها مسبقاً في المحافظات الجنوبية، لنسف الأمن والسلم الأهلي.

واعتبرت المصادر أن خطوات البركاني هي رسائل للسعودية بأنه قوي ومتواجد على الأرض ويدير مجاميع مسلحة تأتمر بأمره، لا سيما أن السفير السعودي محمد آل جابر كان قد رد عليه عند طلبه المشاركة في مشاورات تشكيل الحكومة، لأنه رئيساً لسلطة تشريعية ولا شأن له بتشكيل الحكومة.

بينما تشير مصادر متطابقة إلى أن البركاني يهدف من وراء كل ذلك الحصول على أموال من الامارات، التي ينفذ اجندتها، مذكراً بأن البركاني التحق بالشرعية متأخراً بسبب مساوماته على المقابل المادي من وراء الانخراط في صفوفها، وهو ما جعله يصل الرياض في العام 2019، وحينها قال لبعض رفقائه أنه وصل متأخراً بينما الناس قد احرزوا المكاسب، وهو ما يشير إلى أنه يريد تعويض ما فاته بسبب تأخره.

أسد على تعز ومع الحوثي نعامة

ومنذ التحاقه بصفوف الشرعية وانسجامه مع قيادات الأحزاب حتى انتخابه رئيساً لمجلس النواب في أبريل 2019، فقد البركاني كافة الحواس أمام الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، لا سيما الانتهاكات التي تطال الأطفال والنساء، وانتهاكات العصابات المسلحة الخارجة عن الدولة، وذهب للبحث عن انتهاكات لم تحدق إلا في رأسه، كما حدث من إصداره ادانة لاعتداء مزعوم على منزل الوصابي من قبل قوات الأمن، وهو ما لم يحدث أساساً وحتى أنه لم يوجد بيت بهذا الاسم حدث بحقه انتهاك، ومواقف سخيفة مشابهة أقدم البركاني على التصدر لها وكشفت عن ما يسعى إليه وتكشفه مواقفه المتسرعة.

ورغم جرائم التمرد على الشرعية ومؤسسات الدولة والجيش من قبل المليشيات المسلحة المدعومة من الامارات، وما تعرض له الجيش اليمني من قصف بالطيران الاماراتي، التزم البركاني الصمت، وفقد كل الحواس، حتى خرج مؤخراً مذكراً بأساليبه البلطجية في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وباشر بإصدار أوامر لمؤسسات الحكومية ضارباً عرض الحائط بالدستور والقوانين، التي يفترض بالمؤسسة التشريعية التي يقف على رأسها حمايتها.

ومنذ وصوله إلى منصب رئيس مجلس النواب، شرع البركاني في بتحويل مجلس النواب إلى حقيبة سفر وشنطة واتس اب، وعرقل المجلس من اتخاذ أي موقف وطني من الأحداث التي مست الشرعية والجيش وأمن واستقلال وسيادة البلاد، واتجه لطبيعته المناطقية وسلوكه البلطجي الذي عُرف به.