الكشف عن خلافات واتهامات بالتخوين داخل قيادات جماعة الحوثي
كشف مصدر مقرب من الحوثيين أن الانهيارات المتوالية وهروب القيادات الميدانية من الجبهات، أشعلا فتيل خلافات الجماعة، لتمتد إلى مهدي المشاط ومحمد الحوثي، بعد أن اتهم الأخير رئيس الأركان الغماري والمشّاط، بالوقوف خلف القيادات الهاربة، نتيجة استبدال أدوارهم بين صعدة والحديدة وصنعاء.
وقال المصدر في تصريحات لصحيفة "الوطن" السعودية عن أن الانهيارات المتوالية في صفوف الميليشيا، وكذلك هروب القيادات الميدانية قبل أسابيع من الجبهات القتالية، إلى جانب حالات الانسحاب الكبيرة من الجبهات في عدد من المواقع التي كانت تحت سيطرتهم، أشعلت فتيل الخلافات بين القيادات العليا للجماعة التي تتبادل التهم حول هذه الهزائم فيما بينها.
واضاف المصدر إن «الجماعة تفاجأت خلال أسبوع فقط بالهزائم الكبيرة التي تمنى بها في جبهة الحديدة وصعدة وحرض ودمت ونهم، مما جعلهم يفقدون السيطرة على الاوضاع، إضافة إلى نقص المقاتلين وضعف الإمدادات»،
وأشار إلى أن قوات التحالف العربي نجحت في إحباط وتدمير تعزيزات عسكرية كان الحوثيون يريدون إرسالها الى الحديدة، وتم استهداف وتدمير تعزيزات أخرى كانت في طريقها إلى «دمت» مكونة من 3 عربات كاتيوشا و3 أطقم عسكرية مسلحة، مما أفقد الحوثيين قوتهم وجعل سائقي العربات يرفضون نقل أي أسلحة أو تعزيزات خشية من اصطيادهم في الطريق.
ولفت المصدر إلى أن شعور الخيانة أصبح سائدا داخل جماعة الانقلاب، واندلعت الشكوك المتبادلة فيما بينهم بسبب انعدام الثقة تماما، مبينا أن خلافات كبيرة في وقت سابق بين رئيس ما يسمى المجلس السياسي مهدي المشاط، ورئيس اللجنة الثورية العليا محمد الحوثي، تجددت، مؤخرا، وتنامت بشكل تصاعدي غير مسبوق بن الطرفين، حيث وجه محمد الحوثي اتهامات للمشاط ورئيس الأركان محمد الغماري، بوقوفهما خلف تلك الانهيارات، لأن تلك القيادات الهاربة من الجبهات هم من يقفون خلفهم، وأن المشاط والغماري هما من تسببا بالخسائر بسبب نقلهما من صعدة إلى الحديدة ومن الحديدة إلى صنعاء.
وأوضح ان الحوثي واصل اتهاماته للمشاط والغماري بأنهما رفضا تطبيق توجيهات عبدالملك الحوثي بإلزام البيوت الهاشمية في صنعاء بالدفع بأبنائهم إلى جبهات القتال والاكتفاء بمشاركتهم بالإشراف على حارات صنعاء»،
وبين أن هناك من يحاول تهدئة الأمور بين القيادات الحوثية العليا دون جدوى، وأن محمد الحوثي حمل المشاط المسؤولية الكاملة، وطالب بسرعة طرد الغماري وسجنه والتحقيق معه.
وأشار المصدر إلى أن الميليشيات الحوثية تحرص على إلزام الهاشميين في صنعاء بالزج بأبنائهم للقتال في الجبهات من أجل الضمان بعدم وجود خط رجعة لهم، وأنه يتوجب أن تدفع هاشمية صنعاء ما دفعته هاشمية صعدة من التضحيات، وستشهد الساعات القادمة تجنيدا قسريا لأبناء الهاشميين.
وأكد المصدر أن الحوثيين ضحكوا على الناس وجندوا أطفالهم في الجبهات، بينما أسر الهاشميين والمقربين من قيادت الحوثي ينعمون بالمناصب داخل صنعاء، ورفضوا تجنيدهم أو إرسالهم للجبهات.
وأردف قائلا «تأتي الخلافات بين القيادات الحوثية في هذا الوقت الذي تكشفت فيه معلومات مؤكدة أنه لم يبق في صعدة غير القناصين، بينما تمت محاصرة أغلبهم والبعض الآخر قام بتسليم نفسه والاستسلام.
وقال المصدر»هناك استعداد كبير لعملية عسكرية غير مسبوقة لتحرير مدينة دمت، والتقدم باتجاه رداع، فيما تشهد جبهة صعدة وحرض تقدما كاسحا لقوات الشرعية وفرار عناصر الانقلاب الحوثيين من كهوفهم ومواقعهم، وحاليا تتم عمليات تطهير لحقول الألغام التي زرعها الحوثيون، وستشهد الأيام القليلة القادمة تحرير كامل المحافظات والمواقع التي كان يسيطر عليه الحوثي والأمر مسألة وقت فقط لتطهير الحقول والأراضي من الألغام وإعلان التحرير بشكل تام».