قراءة في كلمة الدكتور عبدالله العليمي أمام القيادات الاعلامية والشخصيات الصحفية

مانشيت - خاص :

في لقائه بقيادات المؤسسات الإعلامية والصحفيين والمثقفين والناشطين تطرق عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي لجملة من الأمور والقضايا التي تحتل الصدارة على الصعيد الوطني، وفي مقدمتها الوعي.


ملحمة الوعي الوطني

حيث أشاد بدور الإعلاميين والكتاب في ملحمة الوعي من هذه المرحلة المهمة من تاريخ أمتنا اليمنية، وحثهم على بذل المزيد من الجهود لتوعية المجتمع والإسهام في تحصينه من مخاطر الفكر الضال الذي تروج له مليشيات الحوثي الإرهابية، مهددة بذلك حاضر اليمن ومستقبله وإرثه الحضاري وهويته التاريخية، وينطلق الدكتور العليمي في ذلك من كون معركة الوعي في مواجهة مليشيات الإرهاب الحوثي ومشروعها العنصري الكهنوتي السلالي لا تقل أهمية عن معركة البندقية، لذلك فإنه يشدد على أن "جبهة الاعلام والثقافة لا تختلف عن الجبهة العسكرية، إن لم تكن هي الأهم، في مواجهة تحدٍ حقيقي يتعلق بالوعي"، ويحث على "تكاتف الجهود وتكثيفها، وتوحيد الرسالة، وصياغة إطار إعلامي يكشف مليشيات الحوثي وارهابها وبطشها، ويعزز صمود أبناء الشعب اليمني، في مواجهة التمرد والكهنوت وأفكاره السلالية والطائفية، ويسهم في تحصين الجيل".

توحيد الصف الوطني

أما القضية الثانية التي أولاها عضو مجلس القيادة اهتمامه وهو يخاطب نخبة المجتمع من المثقفين والكتاب والإعلاميين، فهي توحيد الصف الوطني والالتحام مع القيادة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، ودعم جهود الحكومة للمضي قدماً في الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد والعمل معاً لتعزيز مؤسسات الدولة ودعم السلطات المحلية لتلبية احتياجات المواطنين. وهو هنا يؤكد أن صف الشرعية بات موحداً أكثر من أي وقت مضى، ويقف على أرضية صلبة في مواجهة المشروع الحوثي الطائفي.

عدن تنتصر

وبما أن اللقاء التئم في إحدى ليالي شهر رمضان المبارك فلم يفت الدكتور العليمي، وهو ابن عدن المحب لها أن يتذكر أهم مناسبة تربط بين عدن ورمضان المبارك وهي ذكرى الانتصار والتحرير من مليشيات الحوثي، فرمضان حمل معه ذكرى انتصار عدن على تلك المليشيات، حينما توحدت الرايات والخنادق والبنادق والأصوات، وتلاحمت معركة سياسية وإعلامية، شعبية وعسكرية تتوجت بالتحرير والانتصار التاريخي. ومن هنا فقد وجه الدكتور العليمي التحية لعدن وأبنائها الأبطال، كما حيا بكل إجلال وإكبار الرجال الميامين في مختلف جبهات الجمهورية، لكل من يفتدي الجمهورية والوطن، للشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم لافتداء البلد، وكل الذين دافعوا عن حريتنا وكرامتنا وجمهوريتنا وهويتنا، ولكل الجرحى والمعتقلين في سجون المليشيا الحوثية.


المجلس الرئاسي

كما أن رمضان هذا العام يأتي حاملاً معه الذكرى الثانية لنجاح المشاورات اليمنية- اليمنية التي عقدت في الرياض برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي انبثق عنها إعلان نقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، بهدف توحيد كل الجهود لغاية واحدة وفي طريق واحد، هو إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة حرباً أو سلماً، ليؤكد أن هذه المهمة هي الحاضرة أمام مجلس القيادة الرئاسي، كمعركة وطنية مع مليشيا الحوثي الخصم الحقيقي للشعب اليمني، ويشدد على أن هذه المعركة لن تنتهي إلا بإسقاط الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها، والحفاظ على الثوابت الوطنية سواء من خلال المسار السياسي او الحرب.


معركة بناء الدولة

الحديث الذي ألقاه عضو مجلس القيادة تضمن التشديد على أن معركة بناء الدولة ومؤسساتها في المناطق المحررة لا تقل عن المعركة المصيرية في مواجهة المشروع الحوثي، وكذلك العمل على توفير احتياجات المواطنين وتحسين الخدمات وإنعاش الاقتصاد، بما يكفل تجاوز التحديات الماثلة والتي فرضتها مليشيات الحوثي الإرهابية وحربها الشاملة ضد اليمنيين منذ نحو عشر سنوات.

وفيما يتعلق بالمسار السياسي وجهود القيادة الشرعية نحو تحقيق السلام، أوضح الدكتور العليمي جملة من الأمور:
أولاً: إن قيادة الشرعية كانت ولا زالت واضحة في جنوحها للسلام، وجادة في التعاطي مع كل جهود السلام وفي كافة المحطات، أمام الحرب التي فرضها الحوثيون على الشعب اليمني، وما يحدث هو دفاع عن الحرية والكرامة والهوية ووعي الشعب اليمني، في مواجهة الفكر السلالي الطائفي.

ثانياً: لا يمكن لقيادة الشرعية أن تخون الدماء الزكية التي سالت، بالوصول إلى "سلام هش زائف"، بل الهدف هو "سلام يقوم على مرجعيات ناضل الشعب اليمني لحمايتها، ويؤسس لدولة مدنية حقيقية، سلام عادل دائم يحفظ للشعب اليمني كرامته وحريته ومؤسسات الدولة، ويؤمن لهم حق التعبير والحرية وممارسة العمل السياسي ويحفظ لكل مواطن حقوقه غير منقوصة". مع توجيه الشكر للأشقاء قي تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية على جهودهم التي يبذلونها في مختلف المجالات، ووقوفهم الدائم مع الشرعية ودعمها، وآخرها جهودهم في إحلال السلام وصولاً إلى مشروع خارطة الطريق التي أعلن عنها المبعوث الأممي، وتجاوبت معها الحكومة، غير أن الحوثيين اختلقوا معارك أخرى للهروب من هذا الاستحقاق، ومنها التصعيد في البحر الأحمر.

ثالثاً: الشعب والقيادة اليمنية يقفون صفاً واحداً مع القضية الفلسطينية، ولا يمكن لأحد أن يزايد على الشعب اليمني فيما يتعلق بفلسطين، بينما ما يفعله الحوثيون في البحر الأحمر يأتي ضمن أجندة إيرانية صرفة، ويعبر عن استغلال رخيص لقضية فلسطين ومعاناة أبناء غزة.