المناضل الأكتوبري الكبير ..عبدالله حسين مساوى (أبوهاشم)

مانشيت - خالد الشودري :

بطل قصتنا هامة كبيرة من ابطال ثورة الربع عشر من أكتوبر المجيدة، بل قل أحد رموزها الابطال، اللذين سطروا اروع ملاحم الفداء والتضحية في سبيل تحرر بلاده من الاحتلال البريطاني.

نفذ اكبر العمليات للفدائية ضد قوات الاحتلال مثل عملية قصف المطار وقصف مبنى الإذاعة في مدينة عدن، وتحمل مسؤولية العمل الفدائي الميداني في الشيخ عثمان وخورمكسر والممدارة ومنطقة (فقم) حيث مقر قيادة القوات البريطانية.

إنه المناضل الاكتوبري الكبير الفقيد عبدالله حسين مساوى واسمه الحركي (ابوهاشم)، أيقونة النضال وأحد ابطال ثورة أكتوبر14 أكتوبر المجيدة، الافذاذ.

مثل المناضل (أبوهاشم) جيلا وهب نفسه فداء لوطنه حتى تحقيق الاستقلال وطرد المحتل البريطاني، لم يكن هدفه الكسب المادي أو الوصول إلى السلطة، بل حرية وطنه وذلك هو الهدف السامي لكل الشرفاء، لذا كان لزاما علينا ذكر مآثره وتوثيقها بأحرف من ذهب.

انضم المناضل عبدالله حسين مساوى مبكرا إلى العمل النضالي والتحق بنقابات العمال التي كانت تقود الاحتجاجات ضد الاحتلال البريطاني منتصف الخمسينات من القرن الماضي في مدينة عدن، التي كانت حينها تشهد حركة نقابية نشطة.

فكان (أبوهاشم) احد قادة نقابة العمال والفنيين التي رأسها الفقيد ادريس حنبلة، كما شارك في تأسيس جمعية أبناء لحج في الشيخ عثمان، وشغل عضوية جمعية مزارعي لحج، وكان مندوبها في الاتحاد العام للنقابات.

التحق بصفوف الجبهة الوطنية المتحدة التي كانت تنادي بتوحيد اليمن شمالا وجنوبا و انتهجت الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني في عدن عام 1957، بإلقاء القنابل على اماكن تجمعات الجنود البريطانيين كالبارات وغيرها كما امتد نشاطها المسلح الى خارج عدن، وكان لها تواجد قوي في النقابات العمالية، و من ابرز زعمائها،عبدالله الاصنج، ومحمد سالم علي، ومحمد عبده نعمان.

وبعد انضمام الجبهة الوطنية المتحدة إلى الجبهة القومية تسلم (أبوهاشم) قيادة العمل الفدائي المسلح، وكان مسؤولا على أسماء بارزة عرفت لاحقا، مثل فضل محسن، ومحمد صالح مطيع، وعبدالعزيز عبدالولي، وغيرهم، ليقود الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني في جبهة عدن.

كانت أبرز عملية فدائية يقودها المناضل ابوهاشم، أثناء زيارة وزير المستعمرات البريطاني (انتوني جرينود) الى عدن، في نوفمبر من العام 1964م، حيث قرر الفدائيين تصعيد العمل العسكري، حيث هزت الانفجارات مناطق كريتر و والتواهي وخورمكسر، كما استهدف موكب الوزير البريطاني،بقنبلة يدوية، أثناء زيارته لمقر القاعدة العسكرية في منطقة فقم غرب عدن.

ويجدر بنا القول أن المناضل عبدالله حسين مساوى وغيره من الإسلاميين اللذين انخرطوا في ثورة 14 أكتوبر المجيدة، شكلوا باكورة العمل الإصلاحي في مدينة عدن،

تلك البدايات النضالية الوطنية التي سطرت من خلال الالتحام في ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة وانخراط عدد من الشباب الإسلاميين في العمل الفدائي لتحرير عدن من الاحتلال البريطاني، وعلى رأسهم المناضل عبدالله حسين مساوى (أبوهاشم) الى جانب المناضل ابوبكر شفيق، أول محافظ لعدن بعد الاستقلال، ،واللذان قادا العمل الفدائي في مدينة عدن، وشغلا لاحقا عضوية أول لجنة تأسيسية لحزب الإصلاح كامتداد طبيعي للحركة الإصلاحية في مدينة عدن وعموم مدن الجنوب.

ذلك أن التيار الاصلاحي الذي تشكل لاحقا في حزب الاصلاح في العاصمة عدن وعموم المحافظات الجنوبية مع انطلاقة التعددية السياسية لم يكن وليد اللحظة، بل كان معبرا عن تلك الجهود المستنيرة والنضالية منذ نهاية اربعينيات القرن الماضي مع انطلاق الحركة التنويرية التي شهدتها عدن.
توفي المناضل حسين عبدالله مساوى (أبوهاشم) صباح الحادي والعشرين من فبراير من العام 2010متأثرا بمرض عضال، عن عمر ناهز 75 عاما، قضاها عملاقا وطنيا قل نظيره.

ونعت هيئة شهداء ومناضلي الثورة اليمنية المناضل عبد الله حسين مساوى (أبو هاشم)، وعددت مآثر الفقيد الراحل وعطاءاته الوطنية وأدواره النضالية في الدفاع عن الثورة اليمنية وخصوصاً مرحلة الكفاح المسلح ضد المستعمر فضلاً عن إسهاماته في عملية البناء والتنمية خلال الفترة التي اعقبت الاستقلال الوطني وكذا مساهمته الفاعلة في العمل التعاوني والزراعي وترسيخ التجربة الديمقراطية والمشاركة الشعبية في صنع القرار.

مشيدة بإسهامات المناضل عبدالله حسين مساوى في الجهود الوطنية التي بذلت من أجل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وفي مرحلة حمايتها والدفاع عنها وتعميق جذورها على أرضية صلبة.