تقارير
وكالة عالمية تكشف فساد منظمات الأمم المتحدة في اليمن
كشف تقرير لوكالة "اسوشيتد برس"
عن ممارسات فساد قال إنها في مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن، واستخدام سيارات
الوكالة لنقل مقاتلين حوثيين.
التقرير المعنون بـ "ثغرات فساد تضر
بحبل النجاة الاغاثي الحيوي لليمن" بدأ باستعراض مشهد بتاريخ أكتوبر 2018 لمحققين
أمميين مجتمعين في صالة المغادرة بمطار صنعاء على أهبة مغادرة اليمن وبأيديهم أدلة
ثمينة عن ممارسات الفساد، بينها حواسيب محمولة وأقراص خارجية جمعوها من موظفي الصحة
العالمية.
يذكر التقرير انه قبل صعود المحققين الطائرة
يدخل عليهم مسلحو المليشيا الى الصالة ويصادرون الحواسيب منهم، بوشاية من إحدى موظفات
منظمة الصحة لها صلة بالمليشيا وتخشى انكشاف تورطها باختلاس أموال المساعدات.
ويقول التقرير ان هذا المشهد ليس الا حلقة
من سلسلة صراع مع الفساد الذي ينتزع من اليمنيين البائسين الغذاء والدواء والوقود والأموال
الممنوحة لهم.
ونقلت أسوشيتد برس، في تقريرها، عن أفراد
مطلعين على التحقيقات الأممية الداخلية في الفساد ومن وثائق سرية، أن أكثر من 12 موظفي
إغاثة امميين تم انتدابهم لمهمات تتعلق بالأزمة الإنسانية الجارية اتٌهموا بالارتباط
بمقاتلين من طرفي الصراع لإثراء أنفسهم من المساعدات الممنوحة التي تتدفق الى البلد
والمقدّرة قيمتها بمليارات الدولارات.
وذكر التقرير ان مفتشين داخليين من منظمة
الصحة العالمية يقومون بالتحقيق في تعيين أشخاص غير مؤهلين بوظائف عالية الرواتب وعن
وضع ملايين الدولارات في الحسابات البنكية الشخصية لموظفين، وفـــي اعتماد عشرات العقود
المشبوهة التي لم تسري إجراءات معاملتها بشكل صحيح وفي اختفاء أطنان من مساعدات الأدوية
والوقود.
وتطرقت الوكالة إلى تحقيق آخر أجرته منظمة
أممية أخرى، اليونيسيف، يركز على سماح موظف من موظفيها لقيادي حوثي بالتنقل عبر سيارات
اليونيسيف لحمايته من ضربة جوية محتملة من التحالف العربي.
ووجد التقرير الذي نشر في 1 مايو ان الرقابات
المالية والإدارية في مكتب المنظمة باليمن في مستوى "غير مرضي" في اسوأ تقييم
يحصل عليه المكتب، مشيرا الى مخالفات في التوظيف والتعاقد مع أشخاص دون ان يتنافسوا
مع احد وغياب الرقابة على مشتريات المكتب.
وتتبع التقرير فساد أحد مدراء مكتب المنظمة
في اليمن، (نتحفظ عن نشر اسمه) إذ استقدم موظفين صغار عملوا معه في إحدى الدول التي
عمل بها قبل أن يعين في اليمن، وعينهم في مناصب ذات رواتب عالية لم يكونوا مؤهلين لها،
كما أفاد ثلاثة من الشهود.
ويذكر التقرير ان اثنين من الموظفين الذين
استقدمهم مدير المنظمة ومنهم (طالب جامعي و متدرب سابق) أعطوا مناصب عليا ولكن مهمتهم
الوحيدة كانت الاعتناء بكلب المدير فقط، بحسب إفادة اثنين من المسؤولين.
وقال موظف إغاثة سابق ان "الموظفين
غير المؤهلين وبرواتب عالية قوّضوا جودة الأداء والرقابة على المشاريع واوجدوا ثغرات
متعددة للفساد."
وذكر التقرير ان المدير الذي سلط عليه الضوء
اعتمد عقود مشاريع مشبوهة وقعها موظفون دون ان تجري مناقصة تنافسية أو توثيق للنفقات،
بحسب الوثائق الداخلية التي راجعتها وكالة أسوشيتد برس.