تقارير
الانتقالي يضرب جهود الحوار الجنوبي طمعًا في التفرد بتمثيل قضية الجنوب
يستميت "المجلس الانتقالي الجنوبي" في محاولة "سَلق" الجهود التي تبذلها مكونات سياسية في الحراك الجنوبي لتدشين "المرحلة الثانية" من الحوار الجنوبي – الجنوبي، بين فصائل ومكونات الحراك الجنوبي، سعيًا لتوحيد الجهود الرامية للتوصل إلى رؤية مشتركة حول جوهر القضية الجنوبية والحلول الناجعة لها، والجهة السياسية الحاملة لها، ليواصل تغريده المنفرد بعيدًا عن أي إجماع، طامعًا بالتفرد وإقصاء المكونات الأخرى.
والتقى رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري، فؤاد راشد، منتصف الأسبوع
الماضي، برئيس الجمعية الوطنية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء أحمد بن
بريك، لمناقشة الاستعدادات الأولية لانطلاق المرحلة الثانية من الحوار الجنوبي – الجنوبي، المزمع انعقاده في العاصمة
اليمنية المؤقتة عدن خلال الفترة القريبة الماضية، إلا أن المجلس الانتقالي تجاوز
ما تم مناقشته، ليعلن الجمعة وبشكل أحادي، عن انطلاق هذه المرحلة من الحوار اليوم
السبت.
وتعبّر الطريقة التي تفردت بها الجمعية الوطنية للانتقالي الجنوبي في
إعلان هذه المرحلة الثانية من الحوار وبشكل مفاجئ، دون تنسيق مسبق ومتكامل مع
المكونات والفصائل الأخرى، وعن طريق إبلاغ هذه المكونات هاتفيًا لحضور الحوار
الجنوبي السبت، عن نية مبيته لـ"سَلق" الحوار باعتباره حدثًا لا يقدم
ولا يؤخر، ولا يعدو عن كونه مشهدًا صوريًا لا يؤثر في المشهد السياسي في الجنوب.
ويرى القيادي في الحراك الجنوبي، علي المصعبي، في تعليق على صفحته
الرسمية بموقع فيس بوك، أن "فقه الحوار : يجب ان يكون له اسس و فتره زمني
ولجنه اداره من الجميع او محايده وله مخرجات موضوعيه وثائق وتنظيميه في القيادة".
وقال رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الجنوبي الأول للحراك السلمي،
عبدالمجيد وحدين، إن المجلس الانتقالي الجنوبي، "لا يريد حوارًا جادًا من
موقع التوافق والشراكة، وإنما يسعون إلى حوار من موقع الوصاية، وهذا يمكن تسميته أي
شيء آخر إلا الحوار".
وأكد وحدين، أن اللجنة التنفيذية في ما بات يعرف بـ"مؤتمر
القاهرة"، فوجئت بدعوة من الانتقالي لما أسماها بـ"الجولة الثانية من
حوار الجنوبيين من أجل الجنوب، برعاية المجلس وتحت إشراف رئيس الجمعية الوطنية،
والتي حدد موعدها غدا السبت، الرابع من مايو".
وأشار في تصريح صحفي – تلقى "مانشيت" نسخة منه – إلى أن
مصدر المفاجئة يتجسد في "أننا على مدى ما يقرب من الشهر كنا نسعى لاستكمال
الحوار الذي بدأناه في يناير الماضي ومحاولة التوافق على خطاب موحد قبل اللقاء
الجنوبي الذي كان من المتوقع انعقاده في الاردن اواخر ابريل الماضي . وقد تواصلنا
شخصيا مع رئيس الجمعية الوطنية وابدى ترحيبا بالفكرة مع وعد بالتواصل ثم امتنع عن
التواصل بعدها وتجاهل الدعوات للقاء لنفاجأ فيما بعد بهذه الدعوة ".
وقال وحدين، إن هناك تفسير واحد لهذا التصرف "وهو ان الاخوة ، للأسف
لا يريدون حوارا جادا من موقع التوافق و الشراكة وانما يسعون الى حوار من موقع
الوصاية .وهذا يمكن تسميته اي شيء آخر الا الحوار . هم يريدون لعب
دور اصحاب العرس والاخرون مجرد مدعوين".
مضيفا "وهذا ما لا نقبله . وفي نفس الوقت ندعو لإنجاح اللقاء
الجنوبي المرتقب في الاردن برعاية المبعوث الاممي باعتباره الاطار المناسب في
الوقت الحالي للحوار الجنوبي و لكي يجمع الجنوبيون على كلمة سواء".
ومن جهة أخرى، أكد الناطق الرسمي للمجلس الأعلى للحراك الثوري، محمد
الحضرمي، أن المجلس لم يتلق أي تفاصيل بشأن الحوار وأسسه في مرحلته الثانية، فضلاً
عن كون المجلس لم يشارك في المرحلة الأولى من الحوار، وأن ما تلقاه المجلس هو دعوة
"هاتفية" لحضور تدشين الحوار الجنوبي صباح السبت، تحت رعاية المجلس
الانتقالي.
وأوضح الحضرمي في بيان مقتضب وزع على وسائل الإعلام المحلية، أن المجلس الاعلى، "مع الحوار الجنوبي في الداخل
على أسس متوافق عليها مسبقا ولن يحضر الزفة كالأطرش".
مؤكدًا أنه سيكون أول الحاضرين في الطاولة المستديرة للحوار الجنوبي
بعد التفاهمات بشان اسسه ومبادئه وضوابطه وجدوله الزمني محذرا من الاستمرار في
الاستقواء ومحاولة الاستحواذ والاقصاء .