تقارير
جنوبيون: الائتلاف الوطني خطوة في طريق الخروج من عتمة الصراعات ورواسب الماضي
مانشيت - عدن:
في الوقت الذي يعاني فيه الجنوب من حالة تشظي سياسي، يبعث ميلاد " الائتلاف الوطني الجنوبي" المكون من قوى الحراك الجنوبي، والمقاومة الجنوبية، والأحزاب والتنظيمات السياسية الوطنية، ببارقة أمل للجنوبيين في إمكانية توحيد الصف الجنوبي لإنصاف الجنوب وقضيته العادلة.
ويأتي تأسيس الائتلاف الجنوبي في مرحلة حساسة جدا تعيشها البلاد، وهو في نظر مؤسسيه، خطوة أولى في اتجاه لملمت مكونات المشهد السياسي والاجتماعي لتتحول الى عملية سياسية مؤثرة، لا تقصي ولا تهمش أحداً وتلبي ارادة جميع الجنوبيين.
وبحسب الناشطة الجنوبية دلال حمزة فإن الائتلاف يؤمن بالتعدد ولا يلغي الاخر، وهو تكتل جمع كل الاطراف المتفقه مع مشروع الرئيس في اليمن الاتحادي ولم يطالب الجميع بالالتحاق به أو اجبارهم على التبعية على غرار من يتبعنا فهو معنا ومن لم يتبعنا فهو خائن.
ويتكون الائتلاف من الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية والمؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح وحركة النهضة والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وجبهة التحرير وحزب العدالة والبناء وحزب التجمع الوحدوي اليمني وحزب الرشاد وحزب البعث العربي الاشتراكي بالإضافة إلى مجموعة من الشخصيات العامة من وزراء وبرلمانيين وممثلين عن المكونات والفئات المجتمعية والمرأة والشباب.
لبنة جديدة
وقال رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية وعضو مؤسس الائتلاف الوطني الجنوبي عبدالكريم السعدي إن هذا الائتلاف يأتي في مرحلة يحاول فيها البعض الجنوبي بعلم وبغير علم تكرار تجربة اختطاف الوطن مرة أخرى من خلال سلوكيات يمارسها.
وأضاف:" هذا البعض تعيد إلى الأذهان أحداث وتفاصيل مرحلة سوداء من مراحل النضال الوطني افضت في النهاية إلى خلق وطن غير مستقر تنازعته الصراعات حتى اوصلته إلى الارتماء في أحضان نظام علي صالح في مايو 1990 م وهو الارتماء الذي مازال يدفع ثمنه الشعب اليمني عامة والجنوبي على وجه الخصوص حتى اللحظة.
وحول اتخذ البعض موقفا عدائيا تجاه الائتلاف من قبل انطلاقه، رأى السعدي أنه من الطبيعي أن ينظر البعض إلى ميلاد الائتلاف الجنوبي بأنه حدث يهدد طموح هذا البعض في فرض واحدية امتلاك الجنوب "وهي نظرة تفرضها الثقافة التي تسيطر على تلك العقلية والمتوارثة من مرحلة الصراعات الجنوبية التي شهدتها مراحل سابقة في مضمار تاريخ الجنوب".
وأشار إلى أن هذه النظرة يقابلها نظرة إيجابية خصوصا في اطار عنصر الشباب تجاه ميلاد الائتلاف الوطني الجنوبي الذي ترى فيه خطوة نحو فرض ثقافة التعدد والقبول بالآخر ونبذ الإقصاء والتهميش والتفرد بالقرار الجنوبي".
وأضاف أن:" الائتلاف الجنوبي على الرغم مما رافقه من سلبيات والتي عادة ما ترافق أي فعل جديد يحمل ثقافة وأفكار جديدة ، يعد لبنة جديدة وهامة ترفد التوجه الذي يهدف إلى التخلص من إدران صراعات الماضي وتؤسس لثقافة جديدة لاشك ان الجنوب في امس الحاجة لها اليوم .
رواسب الماضي
من جهته أكد السياسي الجنوبي وعضو مؤسس للائتلاف الوطني الجنوبي، مقبل ناصر لكرش ان اي ائتلاف وطني يشكل لابد ان يتكون من مجموعة من القوي السياسية والوطنية الذي تتوافق على اهداف سياسيه ووطنيه موحده حول قضية ما واعداد وثيقه بين كل القوي المنطوية في اطار الائتلاف المعلن عنه".
وقال لكرش إن :"الشمولية لا مكان لها في صفوف هذا الائتلاف وان الراي والراي الاخر هو مقبول في الوسط الاجتماعي والحوار هو سيد الموقف لحل كل وجهات النظر المتفق عليها".
وأكد أن من ينتقد قيام الائتلاف الجنوبي لا يومن بالحوار ولا براي الاخر لنقد الظواهر السلبية الذي قد ترافق نشاط اي مكون سياسي مشيرا الى انه لا خوف من هذا التيار السياسي عل القضية الجنوبية بشكل عام معتبرا ان هذا الائتلاف يخدم القضية الجنوبية والشعب الجنوبي .
وقال لكرش إن:" الحكم على انشاء هذا الائتلاف لازال مبكرا والتريث افضل من الاحكام المسبقة حتى لا نكرر رواسب الماضي في الاقصا والإلغاء والتهميش لكثير من القوي السياسية والذي كان من نتائجه الذهاب بالجنوب الي باب اليمن.
ودعا لكرش الجميع الى دعم هذا الائتلاف والابتعاد عن التخوين والسماع الي الراي والراي الاخر للخروج بحل عادل للقضية الجنوبية وللشعب الجنوبي.