تقارير
هل فشلت "أبوظبي" في اقناعها بمليشيات الانتقالي؟
جهود واشنطن :لايمكن مواجهة الإرهاب بمليشيات خارجة عن سلطة الدولة اليمنية (تحليل)
مانشيت - خاص:
كثفت واشنطن جهودها الداعمة للحكومة الشرعية خلال الفترة القليلة الماضية لاسيما في مجال مكافحة الارهاب و دعم بناء المؤسسات الامنية ومن بينها قوات خفر السواحل.
الخميس الفائت زار العاصمة المؤقتة عدن وفد أمريكي رفيع ضم سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن ماثيو تولر، ونائب مساعد وزير الدفاع باتريك مالوري، ومسئولة الشئون اليمنية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أليسن ماينر، والملحق العسكري لدى اليمن العقيد براد غاندي، وضابط الأمن الإقليمي لدى اليمن جوسيف برنيت، والمسئول السياسي والاقتصادي بالسفارة ماثيو يارينغتن.
والتقى الوفد برئيس الحكومة معين عبدالملك ووزير الداخلية احمد الميسري، وتناولت اللقاءات سبل التعاون المشترك في مجال مكافحة الارهاب و دعم المؤسسات الأمنية.
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي، التقى الاثنين الماضي قائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق أول كينث ماكنزي والسفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر.
وأكد الرئيس هادي، على عمق العلاقة والتعاون بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المجالات والظروف ومنها التنسيق والتعاون العسكري.لافتا إلى مواقف الولايات المتحدة الداعمة لليمن وشرعيتها الدستورية في مختلف المحطات.
من جانبه أشاد قائد القيادة المركزية والسفير الأمريكي بنجاح عقد جلسات البرلمان والذي يعد انجازاً إضافياً للشرعية وتفعيل مؤسسات الدولة.
تحركات واشنطن الأخيرة تحمل دلالات هامة أبرزها فشل أبوظبي في الترويج لل (الحزام الامني) لدى واشنطن بهدف اقناعها بجدوى التعامل معه كشريك يمكن الوثوق به ضمن الحرب ضد الارهاب في جنوب اليمن.
حيث يمكن القول بأن واشنطن ترفض التعامل مع المجلس الانتقالي ومليشياته شريكا يمكن الوثوق به في ملف مكافحة الارهاب.
الموقف الامريكي سبقه تحرك مكثف قادته الرياض لدعم الحكومة الشرعية اليمنية فرض عزلة على تحركات المجلس الانتقالي داخليا وخارجيا.
وتشكو الرياض من استمرار تدفق الاسلحة والصواريخ الايرانية الصنع الى مليشيات الحوثي المستمرة بإطلاق الصواريخ الباليستية على اراضي المملكة.
وكان كتاب خبراء سعوديون اتهموا المجلس الانتقالي بتورطه في تهريب الاسلحة الايرانية للحوثيين.
مبررات عدم ثقة واشنطن بالانتقالي هي ذاتها التي حالت دون التعامل مع جماعة الحوثي الانقلابية بشكل ايجابي في ذات الملف رغم رفع مليشياتها شعار (محاربة الدواعش) أثناء اجتياحها للمدن اليمنية، لانهما في الاخير مليشيات تحمل سلاح خارج اطار الدولة وتمارس ارهابا ضدها.
واتهم فريق لجنة الخبراء الدوليين التابع لمجلس الامن في تقريره لعام 2018 المجلس الانتقالي بتقويض جهود الحكومة الشرعية في اليمن و عيدروس الزبيدي بقيادة مليشيات المجلس ومهاجمتها لمقر الحكومة في يناير 2018، وهو ماقد يفهم بأنه تهيئة لادراج المجلس الانتقالي ضمن قائمة الكيانات التي تعرقل السلم في اليمن وفرض عقوبات على قياداته.
تتطابق وجهتا نظر واشنطن والرياض في اليمن في ملف مكافحة الارهاب الذي لايمكن أن تنجح سوى بدعم حكومة يمنية قوية عبر مؤسسات أمنية تخضع لها مدربة ومجهزة بالامكانيات المطلوبة، حيث أي اضعاف لمؤسسات الدولة يصب في صالح الجماعات المتطرفة التي تنشط في وضع اللادولة أو دولة المليشيات.
واشنطن اقتنعت كذلك أنه لا يمكن محاربة الارهاب لتحل بدلا عنه مليشيات لاتعترف بسلطة الدولة ومؤسساتها حيث يشبه ذلك تأجير مرتزقة.
مؤخرا حضر نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك وهو لايحمل أي صفة رسمية في الحكومة الشرعية حفلا لتخرج دفعة جديدة من قوات الحماية والاسناد المعروفة ب(الحزام الامني) في معسكر (راس عباس) في العاصمة المؤقتة عدن ليؤكد بأن تلك القوات ماهي الا مليشيات تابعة للمجلس الانتقالي.
وقال بن بريك في تغريدة له على تويتر بأنه خطب خطبة الجمعة في منتسبي مليشيات الحزام واختتمها بالدعاء لما أسماه ب (الرئيس عيدروس وشلال شايع) فيما لم يذكر بن بريك الرئيس هادي في دعاءه مطلقا وهو الرئيس الشرعي للبلاد والقائد الاعلى للقوات المسلحة والأمن.
خطوة بن بريك أوضحت بطلان دعاوي المجلس في الترويج بأن تلك المليشيات انشئت بقرار جمهوري لأنه حتى وإن صح ذلك فإنها اصبحت في حكم المتمردة حاليا.