مانشيتنا
بين البورش والرنج روفر.. ترف حوثي على حساب الجوعى
كشف تقرير ميداني من العاصمة اليمنية صنعاء، أجرته صحيفة “واشنطن
بوست” الأمريكية، مستوى الترف الذي يعيشه قادة المليشيات الحوثية، وصور التنكيل
التي ترتكبها بحق معارضيها والمعتقلين في سجونها.
وينقل التقرير الذي أعدّه مراسل الصحيفة سودارسان راغافان عن شهود
يمنيين كيف أن الحوثيين “يركبون سيارات البورش التي يصل ثمن الواحدة منها 200 ألف
دولار، وعربات الرينج روفر، فيما يتضور اليمنيون جوعًا حيث لا تصلهم المساعدات لأن
تلك الميليشيات تستولي عليها”.
ويقول التقرير إن “التشكيل الانقلابي الحوثي المدعوم من إيران، مبنّي
على نهج وعقلية استبدادية تعمل بشكل عقائدي مبرمج على تفتيت المجتمع اليمني،
والتنكيل بكل من يرفع صوته في طلب العيش بالحدود الدنيا من الكفاية المعيشية
والاحترام الإنساني”.
وفي تقرير عن أدوات الخوف والترويع التي يستخدمها الحوثيون المدعومون
من إيران، سجلت الصحيفة الأمريكية مقابلات مع (13) شخصًا ممن اعتقلتهم ميليشيات
الحوثي وعذبتهم بأدوات وحشية، حسب وصف الصحيفة، وطلبت من بعضهم مثل هشام العميصي
أن يعترف أمام التلفزيون أنه جاسوس للأمريكان.
ولأنه كان يرفض الاعتراف فقد ظلّ في السجن ثلاث سنوات، كما يقول
التقرير، لا يُسمح له خلالها بالدخول إلى الحمام سوى مرتين في اليوم، كل منها
دقيقتان فقط.
ونقل تقرير “واشنطن بوست” في مقابلات مع ثلاثة آخرين ممن سبق وتعرضوا
للاعتقال، تفاصيل عن أدوات التعذيب الوحشي الذي يستخدمه الحوثيون مع الناشطين
والصحفيين، ومنه تربيط المعتقل من يديه ورجليه وجعله يلفّ فوق النار مثل شيّ
الدجاج.
ويروي القاضي السابق عبده عبد الله الزبيدي (65 سنة) نماذج من التهديد
الذي استخدمه معه الحوثيون، بتعريض أهل بيته للتنكيل وتوجيه المسدسات الى رأسه.
وقد ظل الزبيدي في السجن بتهمة التعاون مع تحالف دعم الشرعية الى أن
خرج بعملية تبادل أسرى.
ويروي هشام العميصي طقوس التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون عندما
يُقتادون يوميًا إلى “الورشة” وهي الغرف التي يجري فيها استخدام السكاكين
والقطّاعات ومختلف الأدوات الجارحة من أجل تقطيع أجسام المعتقلين الذين يجري
تعليقهم نزولًا من السقف، كما يفيد التقرير.
ويستذكر المحامي محمد بامفتاح، كيف اعتقله الحوثيون عام 2015 في صنعاء
لأنه وبموجب مهنته يدافع عن حوالي خمسين معتقلًا بينهم 10 صحفيين.
وفي المقابل فإن قيادات الحوثيين ومنهم محمد علي الحوثي رئيس اللجنة
الثورية العليا للحوثيين، لا ينامون في بيوتهم، رعبًا من قصف طائرات التحالف
العربي، وأنهم لشدة توجّسهم زرعوا لهم عملاء مخبرين في مختلف المواقع الاجتماعية
والإدارية، إلى حدّ أنهم وظفّوا شخصًا أجنبيًا يتعقب المراسلين الصحفيين الأجانب
لالتقاط ما يتحدثون به.
ويختم مراسل “واشنطن بوست” قائلًا: وضعنا هذه المعلومات والشواهد أمام
القيادي الحوثي محمد على الحوثي، فاكتفى بالقول: “هذه شائعات تروّجها الحكومة
اليمنية وقوات التحالف”.