بورترية

محافظ ابين ابوبكر حسين.. مسيلمة الكذاب يصل ساحة الاعتصام في زنجبار

مانشيت - أبين:

في تطوّر ملفت، وصل مسيلمة الكذاب (ابوبكر حسين) إلى ساحة الاعتصام في مدينة زنجبار، لا هارباً، ولا متخفياً، بل رافعاً الشعارات، مكشّراً عن ابتسامة الواثق من أن ذاكرة الناس قصيرة، أو أنه يراهن على شمس أبين الحارقة لتذيب الذاكرة مع العرق.

نعم، ابوبكر حسين  نفسه… نسخة الفساد الكاملة، بطبعتها العريضة الطويلة الممتدة، قرر فجأة أن يصبح ثورياً. الرجل الذي أرهق المحافظة بنقاط الجبايات، جاء ليطالب بدولة النظام والقانون، وكأن القانون إذا حضر سيبدأ بتقديم القهوة له قبل أن يفتح ملفاته.

اللافت في المشهد أن مسيلمة لم يصل إلى ساحة خالية من الذاكرة، بل إلى وجوه سمراء أنهكها التعب، وصدحت حناجرها أكثر من عشر مرات في مسيرات متكررة، خرجت تحديداً لتقول له: كفى. مسيرات رافضة لفساده، مطالبة بإبعاده، راغبة في إسقاطه من إدارة المحافظة. نفس الوجوه، نفس الأقدام المتشققة، نفس الحناجر… 

مسيلمة الكذاب الذي اشتهر بنقاط الجبايات أكثر مما اشتهر بأي مشروع، جبايات تُدر شهرياً ما يزيد عن ملياري ريال، تُوزّع بدقة محاسبية مذهلة بين رموز الفساد، فيما المكاتب التنفيذية تبحث عن موازناتها التشغيلية كما يبحث المسافر عن حقيبته الضائعة.

المكاتب تشكو، المشاريع تتعثر، المقاولون يتأففون، والتبرير واحد: “الفلوس ما وصلت”. طبعاً لم تصل، لأنها توقفت عند محطة ابوبكر حسين، حيث لا تمر أي معاملة دون أن تُختم بختم “كم لي فيها؟”.

أما الأراضي، فحدث ولا حرج. باسم المدن السكنية والتطوير العقاري، تحولت أبين إلى كتالوج عقاري خاص: هنا عمارة باسم التنمية، هناك فيلا باسم الاستثمار، وفي المدينة الثالثة شقق باسم المستقبل. مستقبل ابوبكر حسين طبعاً، لا مستقبل المحافظة.

واليوم، بكل بجاحة سياسية نادرة، يقف الرجل ذاته في ساحة الاعتصام، يهتف مع من كانوا يهتفون ضده. يطالب بدولة الجنوب، دولة النظام والقانون، غير مدرك – أو متغافل – أن أول إنجاز لهذه الدولة إن قامت، سيكون فتح ملف مسيلمة من الصفحة الأولى حتى الملاحق.

المشهد مضحك حدّ البكاء: فاسد يحتج على الفساد، وناهب يطالب بالمحاسبة، ومسؤول يطالب بإسقاط نفسه… دون أن ينتبه.

لكنها ليست مجرد نكتة عابرة، بل صورة مكثفة للمأساة: حين يصبح الوقوف في ساحة الاعتصام أسهل من الوقوف أمام الحقيقة، وحين يظن بعضهم أن تغيير الشعار كافٍ لتغيير التاريخ.

وفي النهاية، يبقى السؤال الذي يضحك ويبكي معاً:
هل جاء مسيلمة الكذاب ليطالب باستعادة دولة الجنوب؟
أم جاء ليتأكد أن الدولة… ما زالت غائبة؟.

عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي: نريد سلاماً ينهي الانقلاب ويعيد مؤسسات الدولة ويحفظ حق اليمنيين


عضو مجلس القيادة الدكتور عبدالله العليمي يلتقي الرئيس الموريتاني


عضو مجلس القيادة الدكتور عبدالله العليمي يلتقي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري


كيف حوّل شكري نعمان أمن الحوبان إلى شركة جباية داخل مصنع “كميكو”؟