اليمن في مواجهة التغير المناخي: العليمي يستعرض تحديات البيئة والأمل بالتعاون الدولي في مؤتمر المناخ العالمي بأذربيجان

خلال مشاركته في مؤتمر المناخ العالمي الذي انعقد في أذربيجان، قدم الدكتور عبدالله العليمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، كلمة شاملة تمحورت حول التحديات المناخية والبيئية المتفاقمة التي تعاني منها اليمن، خصوصاً في ظل تداعيات الحرب والنزاعات الممتدة.

. أزمات اليمن البيئية وتأثيرها على الاستقرار

سلط العليمي الضوء على مدى تأثير هذه الأزمات على استقرار اليمن وقدرته على مواجهة التغير المناخي، مشدداً على أن اليمن يعد من أكثر البلدان تأثراً بمخاطر المناخ، حيث تتزايد الكوارث الطبيعية، من سيول وجفاف، بشكل يهدد البنية التحتية، ويعطل الحياة اليومية ويزيد من معاناة المواطنين.

. الطاقة المتجددة كخيار استراتيجي

أكد العليمي التزام الحكومة اليمنية باتخاذ خطوات جادة نحو التحول إلى الطاقة المتجددة كجزء من خطتها الاستراتيجية لتحقيق الاستدامة البيئية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

. دعوة للتضامن الدولي

ودعا العليمي المجتمع الدولي إلى مساندة اليمن في هذا المسار من خلال توفير التمويل والدعم التقني اللازمين، مؤكداً على أهمية تضامن الدول لدعم البلدان النامية والمتضررة من النزاعات، ليس فقط عبر تقديم المعونات، بل ببناء شراكات طويلة الأمد تمكن هذه الدول من بناء بنى تحتية قوية قادرة على الصمود في وجه الكوارث الطبيعية.

كما تطرق العليمي في كلمته إلى أهمية تضافر الجهود الدولية لخلق بيئة تعاون متعددة الأطراف تهدف إلى تقديم الدعم للدول المتضررة كاليمن، ليس فقط من منظور بيئي، بل أيضاً من منظور إنساني واقتصادي.

. شراكات لأجل اليمن

وخلال حضوره المؤتمر، أجرى العليمي سلسلة من الاجتماعات واللقاءات مع مسؤولين وممثلين من دول ومنظمات دولية، بهدف توسيع شبكة الدعم الدولي لليمن، شملت هذه اللقاءات مناقشات حول كيفية تعزيز التعاون مع الدول المانحة والمؤسسات التنموية لدعم مشاريع الطاقة النظيفة والبنية التحتية في اليمن، وتناولت النقاشات ضرورة نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات بين الدول لمواجهة آثار تغير المناخ.

. أولويات التنمية المستدامة

بحث العليمي مع بعض المسؤولين والشركاء الدوليين فرص تقديم دعم إضافي لمشاريع الطاقة المتجددة في اليمن، مبرزاً أهمية تعزيز كفاءة الموارد المتاحة وتوسيع شبكات الطاقة المستدامة، التي يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في إعادة الإعمار وتحسين الظروف المعيشية للشعب اليمني.

وأشار العليمي إلى أهمية الدعم المالي لتوسيع نطاق هذه المشاريع، مؤكداً أن اليمن يحتاج إلى استثمارات ضخمة لتمويل مشاريعه الطموحة في مجالات الطاقة المتجددة والمياه والزراعة المستدامة، وهي مجالات بالغة الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.

. الأمن المائي في دائرة الاهتمام

كما أبدى العليمي اهتماماً خاصاً بمسألة الأمن المائي، حيث يعاني اليمن من نقص حاد في الموارد المائية، مما يجعل الوصول إلى مصادر مياه نظيفة ومستدامة من أولويات الحكومة.

وأوضح أن اليمن بحاجة إلى مشاريع تستهدف تحسين إدارة الموارد المائية، وتحسين البنية التحتية الخاصة بالمياه، بما يسهم في تخفيف أزمات نقص المياه ويحد من تأثيرها على حياة المواطنين.

. دعم المجتمع الدولي

من جانبهم، أبدى العديد من المسؤولين الدوليين الذين اجتمعوا مع العليمي استعدادهم لدعم جهود اليمن في هذا السياق.

وأكدوا على إدراك المجتمع الدولي لحجم التحديات التي تواجه اليمن، وأهمية تطوير برامج مستدامة للحد من التأثيرات السلبية للتغير المناخي على هذا البلد، وأعربوا عن استعدادهم لتعزيز التعاون في سبيل نقل التكنولوجيا والخبرات اللازمة، ومساعدة اليمن على تنفيذ مشروعاته البيئية بأقصى قدر من الكفاءة.

كما تطرق العليمي في لقاءاته إلى تبادل الخبرات حول أفضل السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ، مثل بناء السدود لحجز المياه وتحسين نظام الصرف الصحي، وتطوير القطاع الزراعي الذي يتأثر بشدة بالتغيرات المناخية والجفاف.

وناقش مع ممثلي الدول الأخرى أهمية تطوير استراتيجيات لتقليل الانبعاثات الكربونية، التي تعد من أبرز أهداف مؤتمر المناخ العالمي، موضحاً أن اليمن ملتزم بتبني المعايير البيئية المطلوبة لتعزيز جهود المجتمع الدولي في حماية الكوكب.

ختاماً مثلت كلمة عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي واللقاءات التي أجراها خلال المؤتمر فرصة مهمة لليمن للتعبير عن احتياجاته الملحة في ظل الأزمات المتعددة التي يواجهها، وللتأكيد على أهمية التضامن الدولي لمساعدته في تجاوز هذه التحديات البيئية والمناخية.