المانشيت المحلي
افتتاح الكليات العسكرية.. الداعري كلمة السر
بقلم/ناصر احمد بالأمس وقف وزير الدفاع الفريق الركن، محسن الداعري يتجول في أقسام وقاعات الأكاديمية العسكرية العليا في إنجاز هو الأبرز للوزير الذي وضع نصب عينيه منذ أيامه الأولى على قيادة الوزارة إعادة بناء القوات المسلحة على أسس منهجية ومهنية وعلمية بحتة وصارمة. الحديث عن إنجاز أي وزير في ظل الحرب خلال عام ووضع لمسات وانجازات وأسس وقواعد صلبة للبناء قد يبدو في نظر البعض غير منطقي أو من قبيل التفاؤل والمبالغة، لكن ما بدأه الوزير الداعري من إعادة افتتاح الكليات والاكاديميات العسكرية في ظروف بالغة التعقيد، والإشراف بنفسه ومتابعة كل صغيرة وكبيرة حتى الافتتاح وبدء وقوفه موجها ومستقبلا لطلاب الكلية الحربية في عدن، وإلى جانبها أقسام لكلية الطيران والدفاع الجوي، والبحرية والدفاع الساحلي، وبعدها كذلك افتتاح كلية الطيران والدفاع الجوي في مارب. وكوزير قادم من ساحة الكليات العسكرية يعرف ماذا تعني هذه الكليات والمعاهد العسكرية، ويدرك ماذا يعني إعادة افتتاح الكليات بعد قرابة عقد من التوقف، وكيف ستسهم في تخريج مخرجات على قدر عال من اللياقة والمهنية والشجاعة العسكرية، فهو وغيره من خريجي الكليات العسكرية ورجال المؤسسة العسكرية من أسهموا في قيادة المعارك وأبلوا بلاء حسنا وأثخنوا في المليشيات في كل خطوط النار ومواقع القتال ومعهم ابطال المقاومة في كل المحافظات. وفي ذكرى عيد الاستقلال قدم طلاب الكلية الحربية في عدن عرضا عسكريا مهيبا عكس مستوى اللياقة والانضباط العسكري الكبير لطلاب الكلية والدفعة 52 حربية، الدفعة التي قال لهم الوزير في صبيحة التدشين، إن الرهان اليوم على طلاب الكليات، وهاهو الرهان يؤتي بعض أكله، على أن الرهان والانجاز الكبير ابتداء هو إعادة افتتاح صروح وقاعات وأقسام هذه الكليات العريقة. ولم تمض سوى أشهر معدودة ومعالي الوزير يعمل من أجل افتتاح الاكاديمية العسكرية العليا في حّله وترحاله والاشراف على تجهيز المكان وترميمه وتأثيثه وتجهيزه للدراسة وتأهيل قيادات المؤسسة العسكرية، ليفتتحها قبل ايام عضو مجلس القيادة اللواء عيدروس الزبيدي بمعية الفريق الداعري، وهو حلم وإنجاز آخر ظل يراود وزير الدفاع، وهي أولويات ومنظومة استراتيجية مكتملة وأجندات بناء واضحة لا تقبل التسويف والتأجيل. أي أن إعادة روح الحياة للكليات للأكاديميات والكليات والمعاهد العسكرية هو واحد من أبرز أجندة وأولويات الفريق الداعري، وأن كل انجاز أو كلية تفتتح كانت هاجسا وخطة بكل تحدياتها وتعقيداتها في ظل الظروف الراهنة حتى رأت النور بعزيمة محارب وقائد يريد بناء جيش يجمع بين خبرته الحربية والميدانية وبين تأهليه وتدريبه مهنيا وفق أعلى الأسس والمعايير العسكرية المتخصصة لتمتزج شجاعة الميدان وخبرته مع قاعات ومهنية الكليات مشكلة واحدا من أعتى وأصلب الجيوش. وبقليل من التجرد والإدراك يدرك المتابع أن هناك جيشا يجري تأهيله في كليات ومعاهد عسكرية، وأن التأهيل والبناء جار إلى جانب الميدان والحرب، وأن الهدف من وراء ذلك كله هو إعادة بناء ولململة الجيش وإذابة وصهر كل عوامل الانقسام الناتجة بفعل الحرب، وإعادة البناء والتأهيل في الكليات العسكرية التي عاودت نشاطها، إلى جانب التأهيل المستمر في كل المناطق والمحاور والتشكيلات والاستعداد والجاهزية لكل الخيارات. وبهذا فقد كان العام 2023 في القوات المسلحة هو عام بناء المؤسسات والكليات والأكاديميات، وعام حافل بالتدريب والتأهيل والتقييم، فمنذ بدأت الحرب لم تعقد المؤتمرات التقييمية السنوية للمناطق العسكرية وهيئات وزارة الدفاع سوى هذا العام، والتي من خلالها يتم تجاوز الاختلالات والاخفاقات والسلبيات ليكون القادم افضل والمستقبل اكثر اشراقا، وكلمة السر في ذلك كله الفريق الداعري.