أبطال عدن في ملحمة التحرير

دقت ساعة الصفر بتوقيت عدن فحضر هؤلاء الأبطال يحملون أرواحهم على أكفهم، خاضوا المواجهة ضد مليشيات القتل والخراب، وهم يدركون أنهم سيدفعون ثمن الحرية والتحرير غالياً.. 
وللحرية الحمراء بابٌ
بكل يدٍ مضرجةٍ يُدقُّ
هؤلاء هم كما تعرفهم عدن ويعرفونها، يحبونها كما تحبهم، يعرفون أنها تستحق تضحيتهم وهي تعرف أن لا أحد مستعد للتضحية كما هم أبناؤها مستعدون، وكما هم أبطالها في ميدان الشرف ثابتون، وفي محراب الكرامة صامدون، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
في كل ذكرى للتحرير تنتصب صورة أبطال عدن وهم يؤدون الصلاة بعد معركة المطار الحاسمة في أواخر شهر رمضان المبارك، كانت جباههم السمراء قريبة من الأرض في سجود خاشع، يليق بأبطال يؤمنون بعدالة نضالهم ويحققون الانتصار العظيم تتويجاً لمعاناة ومواجهات استمرت عدة أشهر.
كانوا هناك يحرسون حلم رفاقهم الشهداء الذين قضوا في الملحمة الخالدة، وكانوا يغسلون وجه مدينتهم من أثر الحرب والدماء، ويشعلون النور في جنباتها إيذاناً بمرحلة جديدة عنوانها البناء والمحبة والسلام.
في كل ذكرى للتحرير تنتصب عدن مشيرة -بكل فخر واعتزاز – إلى أبطالها الذين لبوا نداء الواجب راضين مختارين. ولا عزاء لمن حاولوا التسلق ذات زمن، وهم يظنون أن بمقدورهم مصادرة جانب من الحقيقة والتاريخ، كما صادروا أشياء أخرى كثيرة، لكن ليس من بينها الحقيقة ولا التاريخ.  
#عدن_ذكرى_النصر10

مقالات الكاتب