حزب المجلس الانتقالي

(طردنا الإصلاح ورجَعنا المؤتمر) أحد اعلاميي الانتقالي معلقا على خيبة امل جمهور حزب الانتقالي في شبوه من عدم تبني قيادة المحافظة الجديدة لمشروع الانفصال وتكريسها لمظاهر الوحدة مع الشمال.

هذا التعليق يعود بالمراقبين الى مرحلة تشكل المجلس الانتقالي عام 2017م،عندما ظهر  كتحالف لحزبي الإصلاح والمؤتمر لإجهاض حركة الشارع الجنوبي من خلال رفع السقف السياسي ونزق الخطاب الإعلامي وتذكية الخلافات الجنوبية الجنوبية مستثمرةَ في تركة الصراع الجنوبي وعلى وجه التحديد التذكير بصراع الزمرة والطغمة.

ومارافق تلك المرحلة من تصفيات واقتتال اهلي.

وهذا ما يفسر ارتفاع الحساسية العالية لدى المجلس الانتقالي من مخالفيه الجنوبيين مقابل التسامح بل والمحاباة واحتضان بعض القوى الشمالية في جنوب (الانتقالي)الذي لم يستطع استيعاب التعايش مع ابن ابين على سبيل المثال.

ان ارهاصات تشكل حزب المجلس الانتقالي الجنوبي مثلت نقطة الالتقاء بين الحزبين الكبيرين -المؤتمر والإصلاح - في الجنوب بعد ان كان الحزبين يدعمان ويحتويان ويرعيان كيانات مستقلة عن بعضها.

فكانت تشكيلة رئاسة المجلس تمثل مناصفة بين الحزبين مع هامش ضئيل تم من خلاله استيعاب قوى جنوبية كانت على الهامش من زخم الحراك السلمي الجنوبي وقيادته التاريخية.

ومقولة استبدال الإصلاح بالمؤتمر في شبوه سبقتها عملية طويلة من محاولات المؤتمر لأقصاء حليف حرب 1994م من المشهد الجنوبي، فقبل طرد بن عديو من شبوه اختفى دور القيادات الإصلاحية في قيادة الانتقالي أمثال العطاس وبامعلم وغيرهم.

كما همش دور القيادي السلفي الشيخ هانئ بن بريك وتراجع خطوات للوراء لحساب طغيان صقور المؤتمر بن بريك ولملس والسقطري وكان استقبال رجال طارق صالح في ديوان محافظ عدن وزيارة قيادة الانتقالي مؤخرا للعميد احمد علي عبدالله صالح في ابوظبي مؤشرا على هذا التحول الكبير في توجه حزب الانتقالي الجنوبي، ولم يكن الظهور الإعلامي لجناح الحزب الاشتراكي اليمني في المجلس -الزبيدي والخبجي- على قنوات أبو ظبي الا لذر الرماد في العيون وصرف الأنظار عن التغييرات العميقة التي يتبناها حكام أبوظبي في سياق التزامهم بعودة اسرة صالح لليمن.