ليس البيض وحده

ليس علي سالم البيض وحده، قاتلًا، هناك أخرون غيره لا يقلون جرمًا عنه. أنت أمام نهج سياسي معجون بالدم، لا يمكن تبرئة الفكرة الأساسية الحاكمة للجنوب، من تهمة توليد الجريمة..الفكرة والحزب..

حين تقرأ تأريخ الحزب الاشتراكي، لا تجد تفسيرًا لتلك الوحشية؛ سوى أن المنهج بذاته يفرز الجريمة، رابطة سياسية هشة، لا يمكن أن تؤتمن على مصائر بعضها، ناهيك عن المصير العام للشعب..من الواضح أن المنهج السياسي مغشوش بكامله ويتضمن شقوقًا أخلاقية؛ انتهت بكل تلك البشاعات الصادمة..منهج قائم على الدسيسة وتصفية الحسابات الخاصة بأكثر الطرق عنفا ووحشية.
على ماذا تصارعوا..مصالحهم الشخصية بالطبع، حتى أنهم لا يتوفروا على تقاليد إجتماعية وسياسية راسخة، وتضمن تقاسمهم السلطة والثروة دون عنف.

هناك لصوص كثر في البلاد، شمالا وجنوبًا، لا هم لها سوى مصالحهم والصراع عليها؛ لكن ما هو مخيف لدى قيادات الدولة الجنوبية سابقًا، هو نهجهم العنيف والمنفلت، افتقادهم لمراكز ثقل ضابطة لصراعاتهم، هذه الصفة، هي ما تؤشر لجرائم صادمة ومستقبل مجهول، في أي مهمة يتقلدونها..
حدثت صراعات بالشمال، لكنها لم تكن بنفس وحشية الصراعات بالجنوب.. تصفية الغشمي والحمدي، حدثت باقتضاب ودونما مجازر مفتوحة وتنحية السلال والإرياني حدثت بهدوء..
الجنوب بكامله جغرافيا شاسعة ومجتمع مذرور، يفتقد للتكتلات الإجتماعية والسياسية الضامنة لمصيره،ما يجعله ذو قابلية للتمزق والاحتراب أكثر من أي منطقة أخرى في البلد.
 
هل هذا التأريخ الأسود؛ يبشر برجال مؤهلين لقيادة بلد، إنها الصبيانية في أقصى تجلياتها. تأريخهم المطمور حجة تجردهم من أي أهلية مدعاة أو صلاحية مزعومة في رعاية الشأن العام.
طوال المرحلة الماضية، كلما شاهدت قياديًا جنوبيًا في دولة الجنوب يتحدث، كنت ألحظ، محاولة متعمدة في أحاديثهم، للتهرب من مكاشفة الناس حول ما جرى من مجازر إبان حكمهم للجنوب. هناك جريمة مركزية، يحاولون التستر عليها، حادثة تكشف جوهرهم الملوث، ولا يملكون الشجاعة لسردها والتطهر منها.

حيدر أبو بكر العطاس، لم يفصح سوى عن حقيقة واحدة. البيض قاتلًا، ومعظم قيادات الجنوب السابقة، أياديهم ملطخة بالدم، نخبة بهذه السفالة، يجدر باليمنيين والجنوبيين منهم تحديدًا، أن يقودوها للمحاكم، ويجردوها من أي أحقية بالحديث، وتصدُّر المجال العام.

الكرة في ملعب الجنوبيين: إذا أردتم أن تتخيلوا مستقبلكم في ظل القيادات الجنوبية الحالية أو حتى السابقة، استعيدوا تصفح تأريخهم، بعيدا عن كل الشعارات الزائفة التي يرفعونها أمامكم، لقد رفع أخوة لهم من قبل ذات الشعارات، وكانت النهاية، حمام مرعب من الدم.
أنتم أمام رموز مستعدة لارتكاب كل الفظاعات لحماية مصالحها الخاصة، شخصيات بلا ضمير كابح ولا أخلاق ولا مؤسسات ضابطة للنهج والمسير. أهواء منفلتة واستعداد مفتوح لاقتراف الجريمة متى سنحت لهم الفرصة وتطلبت المصلحة الخاصة فعل ذلك.

شلال شائع، هاني بن بريك، الزبيدي.. هؤلاء نسخ أشد رداءة من رموز الجريمة الماضية، ولكم أن تتخيلوا أي مستقبل، يمكن أن يضمنه الناس معهم.