السعودية (لا ) تطعن الجنوب

لم اتفاجأ بما يشبه الهاشتاق السخيف الذي حمل عنوان ( السعودية تطعن الجنوب ) والذي دعى اليه  وتبناه عدد من متطرفي التنظير السياسي المنتمين لبعض المحافظات الجنوبية من الوطن اليمني احتجاجا على مواقف ونشاط بعض المسؤولين في المملكة وعلى رأسهم سعادة السفير  محمد علي آل جابر وعلى بعض الكتاب والمحللين السياسيين الذين لم تعجبهم آراءهم او اطروحاتهم ونظرتهم للواقع السياسي لليمن ونظرتهم لاستراتيجية الأعداء الذين لا يريدون الخير لليمن ولا للمملكة.

فسعادة السفير لماذا يدلي بالتصريح الفلاني ولماذا يقابل الكتلة البرلمانية للحزب الفلاني ولماذا يقابل الصحفي فلان الفلاني وكأن السفير موظفا لديهم أو يعمل ضمن أجندتهم وخرج عن الاطار والخط المرسوم له واعجبي ! ! !

ولماذا تحدث الدكتور سليمان العقيلي وطرح رأيه بما يعتقد وبحسب دراسته للواقع ونظرته الاستشرافية للمستقبل وكأن المطلوب من الدكتور سليمان أن يقرأ في كل مقابلة تلفزيونية فقرة من فقرات بيانهم التاريخي الذي ادّعوا فيه أنهم مفوضون من شعب الجنوب وأنهم الوحيدون المتحدثون باسمه وألاّ يخرج عن إطار تغريدات وتنظيرات كتابهم الأشاوس الذين كانوا في حقيقة الأمر الى ما قبل عاصفة الحزم بأيام يشيدون بانتصارات الحركة الحوثية كثيرا وصفقوا لانقلابهم بل وتراقصوا فرحا بذلك وأنها الأمل القادم لليمن شماله وجنوبه بل وكانوا يشاركون علنا في فعالياتهم واحتفالاتهم البهيجة ولم تتبقَ الا اللحظة التاريخية التي يصدعون هم  فيها بالصرخة التاريخية ليكون الولاء واضحا لا رجعة فيه،

جاءت عاصفة الحزم فسرعان ما ركب هؤلاء الموجة ظنا منهم أنهم سيحققون المكتسبات من خلالها وسرعان ما أدعوا بان المقاومة الشعبية الجنوبية التي انطلقت بدعم من التحالف ماهي الا جزء من مكوناتهم وما افرادها الا جزء من المنتمين لمدرستهم ويأتمرون بأمرهم  واشعلوا جميع وسائل التواصل بتحريفاتهم الإعلامية ودجلهم المفضوح واستغلوا بعض التباينات السياسية لتحقيق غاياتهم التي قطعا لن تخدم اهداف التحالف بحال من الأحوال،  وقيادة التحالف مدركة لهذا الأمر فأهدافها معلنة وواضحة ( إعادة الشرعية والمحافظة على اليمن ووحدته ) من خلال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي جاء أساسا استجابة للمبادرة الخليجية ولم يأتِ التحالف لتجزئة اليمن والا لقدموا للمشروع الإيراني المناوي للمشروع العربي  خدمة جليلة وعلى طبق من ذهب وهذا ما كان يريده هؤلاء القوم دعاة التجزئة

وباعوا الوهم لأتباعهم بأنهم هم من يتحكم في الأرض بينما هم فشلوا في إدارة مجموعة من المحافظات وحولوها الى واقع بائس ومرير واوهموا الأتباع ان التحالف ما هو الا منفذ لأهدافهم بل وصلت بهم التجاوزات والتطاول على الإساءة لمن احتضنتهم المملكة قيادة الشرعية ورموزها وحاولوا من خلال كتابهم ومن داخل الرياض بصفة خاصة ضرب إسفين بين المملكة وقادة الشرعية وما كان منهم الا ان وصل بهم الغرور ومن خلال منابر إعلامية من داخل المملكة اتاحت لهم فرصة الظهور فيها بأن يعطوا انطباعا لأتباعهم الموهومين ان هذه سياسة المملكة وجزء من دعمها لهم وهم لا يدركون حصافة المملكة ومعرفتها بتفاصيل التفاصيل ومن هو الصديق الحقيقي ومن هو الانتهازي الرخيص ومن الذي ينفذ اجندات الآخرين ويقدم الخدمات لهم.

 فالمملكة تعرف جيدا ماذا تريد ومن هو مع مشروعها لحفظ امنها وحفظ امن اليمن ما هو الا جزء من خدمة امنها وأمن الإقليم والأمن القومي العربي بشكل عام ! فمتى يدرك هؤلاء القوم  أن زمان الضحك على الناس قد ولى وأن الوعي العام للناس أصبح أكثر نضجا

وأن سادتهم واساتذتهم قد فشلوا في الماضي وضاعوا في الحاضر فكيف بمن تبقى منهم او بأبنائهم واحفادهم من أُشربوا ذلك الفكر أن يصنعوا المستقبل ؟

وفي الختام نقول لكم ان السعودية لم ولن تطعن الجنوب بل دعمت الجنوب وحافظت على الجنوب كي لا يقع في ايدي من ضيع الجنوب ويكفيها دعما للجنوب انها وقفت مع ابن الجنوب الرئيس الشرعي لكل اليمن .

مقالات الكاتب