خصوم محمد بن سلمان

في منطقتنا فريقان، وثالثهما يحاول أن ينتصف بينهما ويفشل؛ فريق تقوده السعودية بسياستها ونهضتها الحالية، وفريق جمعته أهواء إيران وعموم الأفكار الدينية المتطرفة، بسياسة مضادة وتخلف إداري جعل دُوَله أقرب إلى الجمود والفشل، وفريق يعلن الحياد السياسي وهو أقرب للثاني. والدول معروفة ولا تحتاج لمزيد من الإفصاح.

مثّل ولي العهد السعودي الفريق الأول بجسارته، متمتعاً بمساحة حركة واسعة نالها بثقة الملك. شاهد العالم ما أنجزه في أربعة أعوام، وقد أفصح عنه منذ عامه الأول، ووعد بتحقيقه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، فتحول إلى أنموذج وظاهرة عربية يشار إليها عالمياً.
أنموذج محمد بن سلمان عربياً يقبل الاتفاق والاختلاف، ومناصروه خارج السعودية يحاججون خصومه بلغة الأرقام المحققة، وبالقدرة على مواجهة أكبر التحديات الداخلية والخارجية.

\هي شجاعة بالغة أن تخوض سلسلة معارك في آن واحد: حرب ساخنة في اليمن، وحرب باردة مع إيران، وخلق تحالفات إقليمية واسعة، ومعركة فكرية نافذة داخل المجتمع، وحرب خاطفة على الفساد، وحسم سريع لملفات إرهابية عالقة. الخصوم يرونها مغامرة، والمناصرون يرونها شرطاً أساساً لإنقاذ المرحلة الفاصلة في تاريخ المملكة اليوم، وإنقاذ المنطقة لا شك.

يطول سرد ما تحقق لرؤية ولي العهد؛ قفزة اقتصادية كبيرة في الأرقام، ونقل مؤسسات الدولة إلى واجهة الإنجاز والتحول في الأداء، وسن قوانين وأنظمة حدت من عوامل تعطيل قوى المجتمع، وأنصفت قدرات المرأة تحديداً، وأسهمت في تنشيط دورها الهام داخل الوطن. ومما عزز المملكة في الحراك الدولي نشاطها في تنويع مصادر الدخل، واستنهاض الموارد الأخرى، والإصلاحات المالية الكبرى، وإعادة هيكلة أجهزة الدولة.

هذا ما فعله ولي العهد بإشراف الملك، فمن هم خصومه في المنطقة؟

هم علي خامنئي وبشار الأسد ورجب طيب أردوغان وأبوبكر البغدادي وأيمن الظواهري وحسن نصر الله وتميم بن حمد. فإذا كان هؤلاء جميعاً خصومك، فأنت على حق. هؤلاء الفريق الثاني، بمنهجهم السياسي التوسعي، وأفكارهم الدينية المتطرفة، وتورطهم بالإرهاب والدمار. المقارنة ليست صعبة عند النظر إلى فارق الخطابين والأفعال بين الطرفين. يخاصم هؤلاء السعودية اليوم وأمس، وفي عهد الملك سلمان بلغت الخصومة ذروتها؛ لأن الرياض قررت المواجهة المباشرة والصريحة في جميع ملاعبهم، بعد أن صرفت جهداً كبيراً على الديبلوماسية الهادئة، وانتظرت الدعم الغربي، فقد أربكت مشاريعهم، وألغت وجودهم من مناطق نفوذ تمكنوا منها، وأوقفت غرس زرعهم في المملكة.

الأمير محمد يمثل سعودية تمتطي صهوة النهضة لدولة كبرى في المنطقة، ومثل هذا لا يعمل عليه خصومه، فالأفعال والنتائج واضحة الشمس والأثر. وفي لغة العصر، يعيد ولي العهد «فورمات» كل المنظومة في السعودية، والبدايات أصابت الأهداف، والانطلاق لن يتوقف، ولهذا كانت الخصومة الفجة، والعالم يميز أي فريق صالح للحياة.


مقالات الكاتب