صرواح .. وسقوط الساقطين


الساقطون يتمنون لغيرهم السقوط حتى يكونون سواء، و يُمنّون أنفسهم أن يروا غيرهم في ذات المكان الذي لا يعيش فيه غير سقط الناس وأسوأهم.. وهيهات أن يكونوا سواء، وشتان بين سفلة القوم وبين أكارمهم. 


حين يفتري الساقطون بسقوط مأرب فما ذاك إلا لإنهم رأوا الرجولة تتجسد في مأرب وأبنائها ومحبيها ومن فيها، وكيف لفاقد الرجولة أن يرى رجولة الرجال وصمود الأبطال ثم لا يغيظه ذلك. 


بالأمس احتفوا بسقوط عمران ومقتل القشيبي.. فسقطوا هم ولم يسلموا من مغبة الوقوع في الوحل، ولا من سهام من احتفلوا بمقدمه. 


ياهؤلاء الأشجار تموت واقفة، ومعبد الشمس رغم الزمن لم يتزحزح عن مكانه، رغم زحف الصحراء وتراب السيول.. ظل واقفا شامخا وما يزال شاهدا على عظمة مأرب وأبنائها الرجال.. فكيف وقد ضمت مأرب - شرق اليمن - غربه،

وحَنَتْ على جنوبه وشماله، واحتضنت وسطه. 

كيف لمأرب اليمن أن تتزحزح أو أن تسقط وأيادي الرجال هناك على الزناد قابضة، ولخير أبناء اليمن باسطة. 


 هؤلاء الساقطون.. 

أزعجتهم بقعة من الوطن كانت هي الوطن لكل من ضاقت به عصابة الحوثي فنفته أو دمرت بيته..وهم المصابون بالعصبية والمناطقية المقيتة. 


هؤلاء الساقطون ساءهم أن مأرب الخير والثروة تموّن كل بيت يمني بالغاز بضغط من رجالها بأن يباع بالسعر العادي، بعد أن ظلت عصابة الحوثي تتاجر به في السوق السوداء.. ساءهم ذلك وهم أصحاب القلوب السوداء. 


هؤلاء الساقطون 

هالهم روح الحضارة والتاريخ وهي تتجسد بالفعل في تعامل سلطة مأرب وأبنائها وسكانها مع الداخل والخارج ..هالهم ذلك وهم الذين يركعون لكل دنيئ. 

هؤلاء الساقطون 

ينصبون الرايات الحمر في السلم، وعند الحرب يرفعون الرايات البيضاء. 

وسيظلون في سقوطهم حتى الرمق الأخير. 

أما الرجال فسيظلون ثابتين شامخين لن ينحنوا أبدا لعار! 

كالأشجار تُرمى فتعطي أطيب الثمار في حياتها.  

وحين موتها لن تنحني بل تموت واقفة! 

كالشمس وهي ترسل ضوءها لمعبدها ولكل الأصقاع. 

كالتاريخ وهو يعود من جديد تصدح به حناجر الوطنيين من أقصى اليمن إلى أقصاه:  

بشراك يا مأرب الأمجاد عدنا وعاد

يهدي ڵـڱ الخير لأجل الأقوياء الشداد. 

شواصل السير ياتاريخ سجل مسير

واكتب على صفحة الأيام حرف المصير

واشهد مع الكون فردوس الأماني الخضير

هذي بلادي وانا فلاحها والبتول